مؤشرات وأرقام تدل على ارتفاع معدل التعديلات على التشريعات في الأردن

صنارة نيوز - 23/09/2024 - 9:13 pm

أصدر منتدى الاستراتيجيات الأردني ورقة ضمن سلسلة أوراق "بإيجاز"، تحمل عنوان: "التنبؤ التشريعي في الأردن وأبعاده الاقتصادية"، سلط فيها الضوء على نتائج ورقة سياسات صادرة عن البنك الدولي في آب 2024، تحت عنوان "قياس القدرة على التنبؤ التشريعي"، والتي تناولت أهمية التنبؤ التشريعي، وأثره في تمكين الحكومات من تحقيق الأهداف العامة لسياساتها، وتعزيز قدرة الأسر والشركات على اتخاذ قراراتها.

وأشار المنتدى في ورقته الى أهمية استقرار القوانين والأنظمة، موضحًا أنه "كلما كانت التعديلات في القوانين والأنظمة محدودة ومتباعدة كانت القدرة على التنبؤ بالتشريعات أعلى. في حين أن التغييرات المتكررة علىالتشريعات تؤدي إلى حالة من عدم اليقين التي تضعف القدرة على التنبؤبها، مما يفرض كلف عالية على الأسر والشركات.

وبين المنتدى بأن ورقة السياسات الصادرة عن البنك الدولي قد قدمت مؤشرا يقيس "قدرة التنبؤ التشريعي" من خلال احتساب نسبة القوانين والأنظمة التي يتم تعديلها في غضون أول 24 شهرًا من إصدارها. ويعتمد المؤشر في تحليلاته على كم هائل من البيانات التي تم جمعها من المصادر الحكومية الرسمية، وبالتركيز على توقيت تعديل القوانين والأنظمة، ومدى تكرار تلك التعديلات. وتعتبر القدرة على التنبؤ مرتفعة في حال انخفضت نسبة المؤشر.

وعلى الصعيد الدولي، بينت النتائج أن الخطر من التعديل الأول على التشريع في كل من الدول التي تطرقت لها الدراسة وهي فرنسا، والمجر، والهند، وبلغاريا، وتشيلي، وكولومبيا يعتبر مرتفعًا إذا كان "في غضون أول 24 - 30 شهرًا بعد إقرار التشريع". ويكون الخطر في ذروته "بعد 12 شهرمن تمرير التشريع". وبمرور الوقت، يأخذ المؤشر في هذه الدول مسارا منخفضا إشارة إلى انخفاض حالة عدم اليقين في البيئة التشريعية.

أما بالنسبة للأردن، فإن الخطر الأعلى للتعديل الأول على التشريعات يكون في غضون أول 24 - 30 شهرًا من إقرارها، حاله حال الدول المذكورة سابقًا. إلا أن مسار المؤشر لا ينخفض بعد هذه الفترة، بل يأخذ مسارًا مرتفعًا من جديد بعد حوالي 4 سنوات من إقرار التشريعات. وهذا يعني بأن الشركات والأسر في الأردن تواجه حالة من عدم اليقين التشريعي على المدى القصير والطويل أيضًا. وتعتبر هذه الحالة فريدة من نوعها بين الدول المتضمنة في الدراسة.

وأوضح المنتدى، أنه عند تحليل الحالة الأردنية بالنظر إلى التعديلات على القوانين والأنظمة بشكل منفصل، فإن خطر التعديل على القوانين يعتبر منخفضًا نسبيًا بعد 24 شهرًا من إقرارها. إلا أن خطر التعديل على الأنظمةيعتبر مرتفعا حتى بعد 40 – 45 شهرا من إقرارها. وهذا يعني، بالمعدل، أن هناك خطرًا مستمرًا ومرتفعًا بالمدى المتوسط على التعديلات التشريعية في الأردن.

وفي الختام، أكد المنتدى على أهمية التنبؤ التشريعي باعتباره عاملارئيسيا في تعزيز الحاكمية الرشيدة، وثقة المستثمر، وتمكين النمو والتنمية الاقتصادية. فمن المرجح في بيئة تشريعية غير مستقرة وغير قابلة للتنبؤ، أن تقوم الشركات بتأجيل خططها الاستثمارية، أو تغييرها بالكامل. وهذا يؤدي إلى التراجع في التوظيف، والانخفاض في إنفاق الأفراد والأسر،وانعكاسات ذلك كله على النمو الاقتصادي واستدامته.

ودعا المنتدى الى ضرورة وضع سياسات قائمة على الأدلة، وتبني أنظمةإدارية كفؤة من أجل تعزيز جودة التشريعات، والتنبؤ بها. وبالتالي استقرار البيئة التشريعية المحفزة للأسر والشركات.