الجارديان: نتنياهو من شخص منبوذ إلى هارب دولي
صنارة نيوز - 22/09/2024 - 7:22 pmقبل عام واحد، جاء بنيامين نتنياهو إلى الأمم المتحدة حاملاً رؤية “شرق أوسط جديد” ترتكز على العلاقات المتنامية بين دولة الاحتلال الإسرائيلي ودولا عربية في المنطقة. والآن أصبح على وشك إطلاق تصعيد كبير ضد حزب الله، متجاهلاً دعوات حلفائه إلى ضبط النفس بشأن حرب الإبادة في غزة ومتحدياً الانتقادات التي تتهمه بالمماطلة في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار.
ومن المقرر أن يلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي كلمة يوم الجمعة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ظهور من المؤكد أنه سيؤدي إلى خروج المظاهرات والاحتجاجات في شوارع وسط مانهاتن، بحسب ما أبرزت صحيفة “الجارديان” البريطانية.
وقد أرجأ نتنياهو وصوله إلى الولايات المتحدة ليوم واحد على الأقل مع تصاعد التوترات مع لبنان، بعد عملية معقدة لتفجير آلاف أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها حزب الله، والتي قد تشير إلى بداية حرب أوسع في المنطقة.
وربما توفر له الرحلة إلى نيويورك فرصة لتقييم الدعم للتصعيد في لبنان، أو لإعلام جو بايدن وحلفاء آخرين بأنه اتخذ قراره ولن يتراجع عن حرب أوسع نطاقا.
-إراقة الدماء في غزة
تأتي زيارة نتنياهو للأمم المتحدة بعد عام من إراقة الدماء في غزة، والتي خلفت أكثر من 41 ألف شهيد فلسطيني، مما دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى النظر في إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير جيشه.
ويشاع بانتظام أن قضاة المحكمة الجنائية الدولية على وشك الموافقة على مذكرة قد تتهم نتنياهو بارتكاب جرائم حرب.
ومن بين الضحايا في الحرب على غزة 200 عامل إغاثة إنسانية تابعين للأمم المتحدة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه لم يتحدث مع نتنياهو منذ بداية الحرب، لكنه مستعد للقائه على هامش القمة إذا طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي ذلك.
وأضاف غوتيريش “لم أتحدث معه لأنه لم يرد على مكالماتي الهاتفية، لكن ليس لدي سبب لعدم التحدث معه”. وانتقد “الافتقار إلى المساءلة” عن مقتل عمال الإغاثة الإنسانية، الذين قُتل معظمهم في ضربات وصفتها الأمم المتحدة بأنها عشوائية.
وقال سفير دولة الاحتلال لدى الأمم المتحدة داني دانون ردا على سؤال في وقت سابق من الشهر الجاري عما إذا كان نتنياهو سيلتقي غوتيريش إن جدول أعمال رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يتم الانتهاء منه بعد.
-غضب عالمي
كانت آخر زيارة لنتنياهو إلى الولايات المتحدة في يوليو/تموز، عندما ألقى كلمة في جلسة مشتركة صاخبة للكونجرس، ووعد “بالنصر الكامل” في حربه ضد حماس وسخر من المتظاهرين ضد ظهوره في مبنى الكونجرس الأمريكي ووصفهم بأنهم “أغبياء”.
وفي الشوارع خارج محطة يونيون، اشتبك المتظاهرون مع الشرطة وشوهوا التماثيل الرخامية بالطلاء.
لا يزال يتعين علينا أن نرى ما إذا كان نتنياهو مستعدًا لاتخاذ خطوة أخرى نحو الهاوية. ففي أعقاب الغارة الجوية على بيروت يوم الجمعة والتي أسفرت عن مقتل أحد كبار قادة حزب الله وما لا يقل عن 13 آخرين في منطقة الضاحية الجنوبية ببيروت، قال وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت: “حتى في الضاحية الجنوبية ببيروت – سنواصل ملاحقة عدونا”.
وأضاف أن “سلسلة العمليات في المرحلة الجديدة من الحرب ستستمر حتى نحقق هدفنا وهو ضمان العودة الآمنة لسكان البلدات الشمالية الإسرائيلية إلى منازلهم”.
وقال غوتيريش إنه ينظر إلى الهجوم على حزب الله باستخدام أجهزة النداء المفخخة كمقدمة محتملة لتصعيد عسكري من جانب (إسرائيل) في لبنان، وحذر من أن المنطقة على “شفا الكارثة”.
ولكن ما زال من غير الواضح ما إذا كان نتنياهو مستعدا للتصعيد، بما في ذلك شن عملية برية، وقد وعد حزب الله بالانتقام للضربات الأخيرة.
ولكن مكتب نتنياهو أعلن يوم الجمعة أنه سيؤجل وصوله ليوم واحد بسبب الوضع، وقال دانون في وقت لاحق للصحافيين إن موعد وصول نتنياهو سيعتمد على الأحداث في دولة الاحتلال.
ألقى نتنياهو خطابًا أمام الأمم المتحدة العام الماضي مشيدًا باتفاق إبراهيم للتطبيع مع دول عربية.
وفي حينه قال نتنياهو وهو يمسك بخريطة بدائية عليها عبارة “الشرق الأوسط الجديد”: “عندما يرى الفلسطينيون أن معظم العالم العربي قد تصالح مع الدولة اليهودية، فإنهم أيضاً سيكونون أكثر ميلاً إلى التخلي عن خيال تدمير (إسرائيل) واعتماد طريق السلام الحقيقي معها في النهاية”.
ولكن إراقة الدماء في غزة أدت إلى تصاعد التوترات، ومؤخرا قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن بلاده لن تعترف ب(إسرائيل) دون قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
وإذا اتخذت لجنة قضاة المحكمة الجنائية الدولية قرارا مفاجئا هذا الأسبوع باتهام نتنياهو بارتكاب جرائم حرب في غزة، فسوف يشكل ذلك إحراجا إضافيا له مع تحوله من شخص منبوذ إلى هارب دولي.