سليم النجار يكتب: مفارقات (مياهنا).. تدفع فواتير دون خدمات
صنارة نيوز - 14/09/2024 - 3:11 pmالصنارة نيوز/ الكاتب الصحفي سليم النجار
قد يبدو السؤال غير المشروع أننا في القرن الواحد والعشرين ونتساءل نحن سكان تلاع العلي - شارع طاسان نعاني من انقطاع المياه منذ عيد الأضحى هل يعُقل هذا؟ والمصيبة والأدهى والأمر ان مكتب الشكاوى الذي لا علاقة له لا بالأسم أو المضمون، مجرد جهاز مركون على الرف، وظيفته الوحيدة استقبال آهات وأوجاع المواطنين، واعطاء حقن التخدير، وكأننا نعيش بكوكب آخر٠
ورغم تكرار الذهاب لشركة "مياهنا" الكائنة في جبل الحسين، ومناشدتنا لهم تصل لدرجة الرجاء أن يعالجوا الحالة البائسة التي نعيشها جرّاء حرماننا من المياه، نتلقي إجابات أكثر بؤساً٠
أما الطامة الكبرى وإذا كنت من أصحاب الحظ السعيد ورد مكتب الشكاوي بعد معاناة طويلة، يأتي ردُا بهلونياً ويبشرنا أننا منطقتنا مرتفعة وبالتالي لا مجال لإيصال المياه.
ومن سخريات القدر، هناك اختراع ابتدعته شركة مياهنا إرسال الفواتير الشهرية رغم انقطاع المياه منذ اشهر كما اسلفنا سابقا، واتمنى من دول العالم الأول والثاني إن وجدت والثالث الإستفادة من هذا الاختراع التي ابتكرته شركة مياهنا، وبدوري كمواطن اردني اتساءل إذ حق لنا السؤال، لماذا لا تُسجل شركة مياهنا هذا الاختراع في موسوعة " جنس"؟! كإنجاز تاريخي٠
يُقال وعلى ذمة الراوي وليس على ذمتي التي صدأت من قلة المياه، أن أكثر المستفدين من هذه الكارثة شركات المياه الخاصة التي نشط سوقها، والتي تقوم بدور المسعف، لكن مدفوع الثمن، حيث وصل متر المياه ب" 5" دنانير، وبما أن الشيطان شاطر ووسوس لأحد التجار، ومازالت الحكاية على ذمة الراوي، أن هذا التاجر كانت له جذور ماركسية، وبعد فترة من الزمن استتاب، وأسس شركة لبيع المياه سعر المتر"٣"، في ظل هذا التنافس المحموم، أكرر جريمتي اللعينة وأتساءل أين المعنيين من العرض المسرحي الهزيل لشركات تتنافس على الأسعار، رغم ان المياه التي تقدمها غير نظيفة، لا تصلح للأستهلاك الآدمي، بمناسبة ذكر مصطلح " مسرح" تشكلت لدي قناعة أن لو عاد شكسبير للحياة وشاهد مسرحية المياه، لترك كتابة المسرح، ولمن لا يعرف شكسبير هو بائع ترمس في جبل الحسين، يظهر مساءً على دوار فراس، ويقدم بضاعته للعشاق، الذين يتكاذبون على بعضهم البعض٠ وبعد ساعات أو أيام أو اشهر، حسب وزن الكذب، يذهب كلٍ منهما لحال سبيله وهكذا دواليك٠
وفي نهاية المشوار نطالب وزير المياه استرجاع آدميتنا، إذا كان لنا الحق بإسترجاعها، وإعادة المياه!