مجمّع شارع الملك الحسين الثقافي... شاهد على تاريخ العمّانيين
صنارة نيوز - 24/08/2024 - 8:47 pmيستعيد الزائر لمجمع شارع الملك الحسين الثقافي في وسط البلد جانبا مهما من إرث مدينة عمان وتاريخها الممتد عبر الزمن.
فعلى بعد أمتار من متحف آرمات عمّان الذي يحمل هو الآخر الجانب الآخر من الذاكرة الثقافية الأردنية؛ يقبع "مجمع شارع الملك الحسين الثقافي" شامخا بكل محتوياته وأقسامه.
ولأن الذاكرة ليست مجرد تجربة فردية وخاصة، فهي أيضًا جزء من النطاق المجتمعي، لذا ارتأى السيّد غازي خطاب -أحد حراس الذاكرة الثقافية في عمان القديمة- أن يمارس دوره كمواطن حريص على ثقافة وذاكرة عمان بإطلاق هذا المشروع الرائد.
وأكد خطاب بأن "حفظ الذاكرة الوطنية الأردنية وحمايتها وخاصة في ما يتعلق بالعاصمة عمان، لا تقتصر على ما تقوم به الدولة ومؤسساتها الثقافية في مجال التوثيق وحفظ التراث الثقافي والوثائقي، ومن فهمنا لهذا المنطق جاءت مبادرتنا في افتتاح (مجمع شارع الملك الحسين الثقافي) لنكون مكونا أساسيا في تعزيز الذاكرة الثقافية لعاصمتنا التي تستحق أن يبقى تاريخها خالدًا".
الذاكرة الشعبية هي الأساس
وأوضح خطاب بأن "مشروع الذاكرة الوطنية مهم جدًا في ظل وجود سرد لقصص عمان التاريخية من قبل الأهالي لأبنائهم، ووجود توثيق وقواعد من الوثائق والروايات بمختلف أشكالها من صور أو أفيشات للأفلام السينمائية،أو عناوين الصحف وصولا إلى ديوانية الخط العربي التي ستكون مصدرا لمئات من شبابنا المبدعين من كتاب وشعراء وروائيين وصناع أفلام ومسرح ودراما، وملهمة أيضًا للعشرات من صنّاع الثقافة المختلفة".
حفظ ذاكرتنا العمانية
واضاف خطاب: "إن (مجمع شارع الملك حسين الثقافي) يطمح بأن يكون جزءًا من المشروع الوطني العام لحفظ الذاكرة الوطنية وإعادة تعريفها والوعي بها،ليكون مساندا للجهود الوطنية من أجل خلق وعي مختلف وجديد لمفاهيم وممارسات الحداثة وسط أجيال الشباب، وإعادة التفكير في البناء المعنوي للأجيال الجديدة من الشباب الأردني، وبالكيفية التي نريد أن نربطهم بها بالهوية الثقافية الوطنية، بمعنى كيف نجعل أجيال الشباب أكثر وعيًا بالهوية الثقافية الوطنية، وممارسة لتعبيراتها دون أن نُفقدهم شغفهم وطاقاتهم للتحديث والمعاصرة".
من جانبه أشار مدير المجمع الشاعر محمد خضير "إلى أن وجود مثل هذا المشروع الثقافي الفنّي في العاصمة عمّان يساهم في عملية أرشفة الحاضر، كما أن له دور في رفد المشهد السياحي المحلي والخارجي، وتشكيل وعي ثقافي نوعي عند فئة الشباب الأردني التواق للتعرّف عن قرب إلى الموروثالثقافي الفنّي وخاصة فيما يتعلق بأهم الأحداث الثقافية التي شهدتها المدينة عبر القرن الماضي".
وأكد خضير أن "مجمع شارع الملك الحسين الثقافي ومتحف آرمات عمّان وديوان الدوق يشكلون مسارًا ثقافيًّا مدروسًا تفيد منه العاصمة التي يظهر تاريخها في هذه المراكز الثلاث، والتي تعرض موجوداتها بشكل مجاني لجميع الزوار والباحثين والطلاب".
يذكر أن ديوانية الخط العربي تعد جزءًا مهما من مجمع شارع الملك الحسين الثقافي، وموجوداتها تبهر كل عشاق الفنون بجمال الخط عبر منحنياته وانسيابيته الرشيقة، هذا عدا عن ورشات الخط العربي التي تهدف إلى تحسين الخط العربي للراغبين بهذا الأمر، في حين أن العناوين الرئيسية لصحف القرن الماضي التي صدرت في عمان يكاد بعضها يحاكي واقعنا الحالي خاصة فيما يتعلق بعدوان الاحتلال الصهيوني على أهلنا في فلسطين وعلى غزة تحديدًا.
وختم خضير حديثه بالإشارة الى أن مجمع شارع الحسين للثقافي يعتبر إضافة مهمة للثقافة الأردنية، وهو يرصد مراحل مهمة من تاريخ مدينتنا الحبيبة، كما أنه يوفر فرصة لتقديم تاريخ العاصمة الثقافي الفنّي لزوار المدينة من سياح أجانب وعرب.