بعد تسجيل 33 وفاة بفلسطين.. تخوفات من انتقال غرب النيل للمملكة
صنارة نيوز - 21/07/2024 - 9:18 amرغم الجهود الحكومية الساعية لمنع دخول وباء حمى النيل الغربي إلى المملكة عبر بوابة إجراءات تعكف عليها وزارة الصحة وجهات رسمية، إلا أن المخاوف تتصاعد بعد تسجيل نحو 33 وفاة و460 إصابة في فلسطين المحتلة.
مدير إدارة الأوبئة في وزارة الصحة الدكتور أيمن مقابلة الذي أكد أن الوزارة، وبالتعاون مع وزارة الإدارة المحلية وأمانة عمان وسلطة إقليم العقبة ووزارة الزراعة، نفذت خطة لمكافحة نواقل البعوض في معظم مناطق المملكة وخاصة المناطق الغورية والشفا غورية، وهو عمل جماعي تم تنفيذه باقتدار.
ولفت المقابلة إلى أن الوزارة، وبالتعاون مع الجهات المختصة، تقوم على رصد الأمراض والوقاية منها.
وأكد عدم تسجيل أي إصابة في الأردن، حيث عملت الوزارة على اختيار أربع مناطق مختارة في المملكة، ووزعت عليها ضباط ارتباط، وهي مستشفيات معاذ بن جبل في الغور الجنوبي، والنديم في مادبا، والكرك الحكومي، والملك المؤسس في إربد لتسلم أي عينات مشتبهة قد تصل إلى مستشفيات الحكومة أو القطاع الخاص أو الجامعية أو الخدمات الطبية، ليصار إلى فحصها في المختبر المركزي التابع لوزارة الصحة مجانا.
من جهته، أكد المركز الوطني لمكافحة الأوبئة، وعبر اجتماعات تنسيقية لمناقشة التأهب والاستعداد لمواجهة مرض حمى غرب النيل، أهمية اطلاع كافة الجهات الرسمية وتعاونها لمكافحة دخول المرض إلى الأردن، واستمرار عمليات رش البعوض الناقل الرئيس لهذا المرض.
وأوضح رئيس المركز الدكتور عادل البلبيسي أن 80 % من المصابين بالمرض لا تظهر عليهم أعراض، وأما المتبقون
(20 %) فتظهر عليهم أعراض خفيفة كالحمى والقشعريرة والصداع وآلام العضلات والتعب العام، لافتا إلى أن فئة كبار السن، الذين يعانون من نقص المناعة، هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.
وبخصوص التحذيرات من وصول المرض إلى الأردن، بين البلبيسي أن الحكومة اتخذت إجراءات سابقة لمكافحة تكاثر البعوض خاصة في التجمعات المائية والمياه الراكدة التي تعد بؤرة مناسبة لتكاثره، ونشرت رسائل توعوية تحث المواطنين على ضرورة التحقق من إغلاق خزانات المياه ووجود مناخل على النوافذ لمنع دخول البعوض، وتجنب لدغاته قدر الإمكان.
يشار إلى أن حمى غرب النيل هو مرض فيروسي معروف منذ عام 1937، اكتشف لأول مرة في أوغندا على الضفة الغربية من نهر النيل، ولذا أُطلق عليه اسم "حمى غرب النيل"، ويعد البعوض المسؤول عن نقل هذا المرض ويعرف باسم "الكيولكس"، لكن يجب أن يكون حاملا للمرض من الطيور لنقل العدوى للإنسان عبر اللسع، لأنه ينتقل فقط عن طريق البعوض وليس عن طريق الأكل أو الشرب أو اللمس.
وربما يسبب هذا الفيروس مرضا عصبيا خطيرا عند البشر، لكن 80 % من الحالات تمضي دون ظهور أي أعراض.
ويسبب هذا الفيروس أيضا المرض للحيوانات وبالأخص الخيول إذ يكون خطيرا وقاتلا، وتتوفر لقاحات ضد الفيروس للخيول فقط.
أما فيما يخص طرق علاج الفيروس حتى هذه اللحظة، فلم تكتشف الدراسات أي علاج له أو الحد من انتشاره.
بدوره، قال خبير الأوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني إن مرض حمى النيل الغربي لا ينتقل من الإنسان للإنسان، وإنما عن طريق لدغة البعوض فقط، لافتا إلى أنه لم تسجل أي حالات جديدة في الأردن حتى الآن، وأما المكتشفة قديما فتم تسجيل 6 حالات فقط منذ أول ظهور للمرض قبل عقود.
وقال إن 80 % من المصابين بالمرض لا تظهر عليهم أعراضه، فيما يعاني
20 % من أعراض طفيفة تشمل الحمى، والقشعريرة، والصداع، وآلام العضلات، والتعب العام، ويمكن أن تظهر أعراض أخرى، مثل تضخم الغدد اللمفاوية، والطفح على الجلد، حيث يمكن أن تزول الأعراض تلقائيا بعد مرور من 3 إلى 6 أيام من ظهورها.
واعتبر أن الفئة المعرضة للخطر هم كبار السن الذين يعانون من نقص المناعة، ويمكن أن تتطور الأعراض إلى مرض خطير يشمل التهاب الدماغ أو التهاب السحايا، ما يسبب أعراضا مثل الصداع الشديد، وارتفاع درجة الحرارة وتصلب الرقبة، والارتباك والارتعاش، والشلل، والغيبوبة.
ولفت إلى أن الفيروس ينتقل عن طريق لدغ البعوض، والمستودع للفيروس هي الطيور المهاجرة من أوروبا وأفريقيا، ومن أفريقيا إلى أوروبا خلال فصلي الربيع والخريف، وهاتان الهجرتان قد تمر من دول منها الأردن حسب الظروف المناخية.
وحول طرق الوقاية، أوضح المعاني ضرورة استخدام طاردات الناموس، وتركيب شبك على النوافذ لمنع دخول البعوض، وتجنب لدغاته قدر الإمكان، وتغطية أكبر قدر ممكن من الجسم بالملابس، إضافة إلى التحقق من إغلاق خزانات المياه، لافتا إلى عدم وجود علاج أو لقاح لهذا المرض لغاية تاريخه، وإنما تتم معالجة الأعراض السريرية فقط.
وحث الجهات الرسمية على اتخاذ إجراءات، منها نشر رسائل توعوية تحث المواطنين على ضرورة التحقق من إغلاق خزانات المياه، وتركيب مناخل على النوافذ، وإعداد خطة لرفع الجاهزية، والتعريف بالفيروس، كما يجب أن تتضمن الخطة إشراك باقي المؤسسات بالمكافحة، عبر تكثيف عمليات الرش ومكافحة الحشرات الناقلة، إضافة إلى رصد الطيور المهاجرة والنافقة وأخذ عينات منها.
الغد