‏قم ومشهد المقدستان اهم مراكزها..  حقائق مثيرة حول السياحة الجنسية في ايران

صنارة نيوز - 10/07/2024 - 12:51 pm

الصنارة نيوز-‏
تُعد ظاهرة السياحة الجنسية في إيران هي إحدى هذه الظواهر الحديثة الناتجة عن محاولات ‏تحايل الإيرانيين على الأوضاع الاقتصادية المتدنية. فمع الحصار الاقتصادي الخانق لم ‏يجد الإيرانيون إلا الكسب من وراء متعة الجسد وملذّاته دون الاعتبار لأي من الضوابط ‏الأخلاقية المجتمعية‎.‎
إذ تعاني المجتمعات المقترنة بالقهر الاجتماعي، والأعباء الاقتصادية، والكبت الأخلاقي، ‏والقيود الفكرية، والاضطرابات السياسية مزيداً من الأمراض الاجتماعية التي تفترس بنيتها ‏الاجتماعية الداخلية. مما يتسبب في ابتكار ظواهر اجتماعية وليدة هذا الوضع المترهل، مما ‏يعكس مدى شعور الأشخاص في هذه المجتمعات بالعوز الاقتصادي‎. ‎
الجنس والأماكن المقدسة
من المفارقات الغريبة في إيران أنها دولة إسلامية قائمة على حكم “ولاية الفقيه”، مرجعيتها ‏الشريعة الإسلامية إلا أنها في الوقت ذاته من أكثر الدولة التي تنتشر بها تجارة الجنس، ‏بحسب تصنيف وزارة الخارجية الأميركية‎. ‎
ففي تقريرها السنوي، احتلت إيران المستوى الثالث عالمياً من حيث الاتجار بالبشر الذي ‏يدخل ضمنه الاتجار بالجنس، ويأخذ أشكال مختلفة منها السياحة الجنسية، فالأصل فيها ‏قائمة على المتعة مقابل الأموال وإن تعدد طرق ووسائل كيفية الحصول على هذا المال ‏الذي ربما يكون نقديا أو في شكل هدايا أو تسهيل خدمات، أو أشياء أخرى‎. ‎

إلا أن ما يدعو للدهشة أكثر هو حالة الاقتران بين الدين والجنس. فإيران هي بلد المفارقات ‏والتناقضات فـ بجوار الأماكن المقدسة حيث الصلاة والعبادة وتلاوة النصوص المقدسة، ‏ممارسة الطقوس الروحية نجد على المدى غير البعيد، أماكن مخصصة لبائع الهوى حيث ‏إشباع رغبات الجسد بعد إشباع رغبات الروح‎. ‎

كثيرا ما تُستخدم الأماكن المقدسة في المدن الإيرانية كستار لما يدور في الخلف من ‏الممارسات الجنسية التي يقدمها الإيرانيون للسائحين والعابرين بعد الحصول على المكافأة ‏المالية‎.‎

صحيفة “الغارديان” البريطانية، أشارت في تقرير لها يكشف الممارسات الجنسية في إيران ‏إلى أن مدينتي “قم ومشهد” تعدان عاصمة العمل الجنسي الإيراني، وأن “كازينو مشهد” يُعد ‏القِبلة الأولي لراغبي المتعة ليس للإيرانيين فحسب، وإنما للزائرين لأسباب دينية، فالمدينة لها ‏مكانة دينية كبيرة بين أنصار المذهب الشيعي حول العالم‎.‎

في هذا الإطار تحدّث لـ “الحل نت”، باحث عراقي رفض البوح باسمه نظرا لحساسية ‏الموضوع، قائلا: “لقد ذهبت إلى إيران سبعة مرات، وفي كل مرة كان يتم عرض الخدمات ‏الجنسية تحت مسمى السياحة الجنسية للعراقيين‎”.‎

يتم عرض هذه الخدمات في الأماكن المقدسة؛ لأن هذه الأماكن هي واجهة العراقيين، وعلى ‏حدّ كلام المصدر في المرة الأولى له تم عرض عليه البضائع الجنسية بجوار مقام السيدة ‏‏“معصومة”، هذا بالإضافة إلى وجودها في مدن أخرى مثل طهران أو مناطق على بحر ‏قزوين في شمال إيران‎. ‎
هذه الأماكن ينتشر فيها زواج المتعة، وهذا الزواج لا يوجد به عقد مكتوب وإنما هو عقد ‏كلامي، ويتم استخدام هذا الزواج لتسهيل الأعمال الجنسية أو ما هو معروف تحت مسمى ‏‏“الدعارة‎”. ‎

وأضاف المصدر، أن السياحة الجنسية في إيران هي عملية متسلسلة ومنظّمة بداية من ‏سائق التاكسي الذي يسأل السائح عن رغبته في الحصول على المتع الجنسية مرورا بمالك ‏الفندق، وأهل المحلات الذين يعرضون حتى يحصلون على نصيبهم من السمسرة‎.‎
أن مشكلة السياحة الجنسية في إيران أنها غيرُ معترفٍ بها رسمياً في البلاد، وهذا له نتائج ‏خطيرة‎:‎
أولاً، لا توجد أرقام حقيقية وصريحة بهذه السياحة‎.‎
ثانياً، لا تستطيع تقيم عدد العاملين في هذا المجال وبالتالي يصعب السيطرة عليها‎. ‎
ثالثا، عدم اعتراف إيران بمدخلات هذه السياحة يجعل من الصعب معرفة إلى أي مدى تمتد ‏شبكتها داخل المدن الإيرانية‎.‎

رابعاً، هناك مشكلة خطيرة تتعلق بالسياحة الجنسية وهي عدم توافر الأمان الصحي‎. ‎
خامساً، العنف الذي يُمارَس ضد المرأة وتعرضها للاستغلال الجسدي المفرط‎. ‎
جميع هذه الأسباب، جعل إيران في وضع التماهي مع السياحة الجنسية، فلا هي ترفضها، ‏ولا هي تفرض عليها رقابة إنما تتركها في سياق المسكوت عنه‎. ‎

المختص في الشأن الإيراني، أسامة الهتيمي، يؤكد في حديثه لـ”الحل نت”، وبشكل ‏موضوعي لا يتم الترويج لهذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة وهي “سياحة الجنس” تحت ‏لافتات أو عناوين مباشرة فهذا أولا، يتعارض مع القانون الذي يحكم البلاد ولو ظاهريا‎. ‎

وثانياً، يصطدم بعادات وتقاليد المجتمع الإيراني المحافظ، ومن ثم فإن تنامي هذه الظاهرة ‏يتم بالتحايل عليها انطلاقا من قناعات دينية مذهبية تسمح بالالتفاف وتحقيق المُراد استنادا ‏لإطار شرعي يتمثل فيما يُعرف بالزواج المؤقت أو زواج المتعة الذي يبيحه المذهب ‏الشيعي، الأمر الذي وظّفته بشكل جيد عصابات استقطبت الفتيات والسيدات يعملن بالأساس ‏بـ “الدعارة” غير أن هذه المرة بشكل مقنن‎. ‎

وتابع الهتيمي، “بالطبع ليس هناك أفضل من مدينتي مشهد وقم، اللتان ينظر إليهما ‏الكثيرون باعتبارهما عاصمة الدعارة في إيران، إذ تزدحم المدينتان بالزائرين الذين أتوا إليها ‏بدعوى زيارة المراقد الدينية، غير أن الكثير من هؤلاء الزوّار خاصة من خارج إيران كان لهم ‏أغراض أخرى تتعلق بممارسة الجنس بأي طريقة وعليه تكون الممارسة آمنة من الناحية ‏القانونية‎”. ‎
بعيدا عن مدى شرعية هذه الممارسات إلا أن ثمة بُعد سياسي وآخر اقتصادي يتعلق بها؛ إذ ‏ليس من المتصور أن تكون هذه الممارسات بعيدة عن أعين النظام أو تتم دون رغبته أو ‏على أقل تقدير يغمض عيناه عنها – وهو النظام المعروف بيقظته – لتحقيق مقاصد أخرى‎. ‎
تتركز هذه المقاصد حول أن تلك الممارسات واحدة من أهم وسائل استقطاب الزائرين من ‏خارج إيران من البلدان العربية وخاصة العراق، فعبرها يمكن ونتيجة للأزمة الاقتصادية ‏التحصّل على عشرات المليارات من الدولارات، وهو ما أشارت إليه منظمة العمل الدولية ‏التي قدّرت أرباح إيران من الاتجار الجنسي بنحو 100 مليار دولار‎. ‎
كذلك للجهات الأمنية الإيرانية لها غاية منها، فمن خلالها يمكنها أن تحدث اختراقا أمنيا ‏للبلدان المستهدفة، إذ يسهل تجنيد المتورطين في مثل هذه الممارسات من رعايا هذه الدول‎. ‎
ولعل ما يدعم ذلك أن هناك العديد من الشركات السياحية التي تقدم ردودا واضحة وصريحة ‏للاستفسارات حول هذه الخدمة السياحية “سياحة الجنس”، كما أن هناك العديد من الإعلانات ‏على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحدد الأماكن والأسعار ومواصفات مقدمات الخدمة، ‏فيما يوجد قوادون أو سماسرة جنس، يعملون بشكل سرّي لتقديم الخدمة الجنسية وهو أمرٌ ‏بات معلوما‎.‎
تُعد مشهد، ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان وأقدس موقع شيعي في إيران، يزورها كل ‏عام ملايين وملايين الحجاج الإيرانيين والأجانب والسياح الآخرين. وهذا طبيعياً؛ إلا أن ما ‏يلفت النظر أن مدينة مشهد تحوّلت إلى واجهة للسيّاح الجنسيين العراقيين، هو ما أغضب ‏الإيرانيين، ولجأ العديد منهم إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن رعبهم واشمئزازهم‎. ‎

بعض التقارير الصحفية التي نشرت، أشارت إلى أن العديد من مديري الفنادق يؤكدون ‏السؤال الشائع الذي يطرحه الزوار العراقيون والخليجيون، هو أين يمكن العثور على عاملات ‏الجنس‎. ‎

ومع ذلك، حدثت تطورات جديدة منذ ذلك الحين. فمنذ بداية عام 2018، وبعد إعلان الرئيس ‏الأميركي الأسبق، دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات على ‏الجمهورية الإسلامية، انخفضت قيمة العملة الإيرانية وعدد السياح الأوروبيين‎. ‎

وفي الوقت نفسه، زاد عدد الزوّار العراقيين إلى إيران بنسبة 90 بالمئة. وقد ساعد هذا ‏الارتفاع الاقتصاد في بعض المدن الإيرانية إلى حدّ ما، ولكن في محافظتي خوزستان ‏وخراسان رضوي ــ وعاصمتهما مشهد ــ أدى إلى فضائح وخلافات مرتبطة بتجارة الجنس‎.‎

‎“‎خلال الأسبوع الثالث من آب/أغسطس 2018، نشر موقع “خبر أونلاين”، وهو موقع ‏إخباري وثيق الصلة بالمحافظين الإيرانيين، تقريراً عن سوق الجنس السرّية، زاعماً أن ما لا ‏يقل عن 6000 “دار ضيافة” في مشهد تشارك بنشاط في هذه التجارة‎. ‎

وذكر الموقع، أن الرجال العراقيين العزاب يشكلون عنصراً أساسياً في دور الضيافة، حيث ‏يؤجرون الغرف بشرط حصولهم على خدمات جنسية‎. ‎

وتلفت التقارير، إلى أن عدد النُزل وبيوت الضيافة في مشهد تجاوز 7300. ولكن لا أحد ‏يعرف عدد هذه النُزل التي تعمل في سوق الجنس‎. ‎


بل ويقول المسؤولون إن 6000 نُزل فقط في مدينة مشهد مسجلة لدى السلطات المختصة ‏وتخضع لإشراف الشرطة. وهذا يعني أن 1300 فندق يعمل خارج إشراف الشرطة وغيرها من ‏الهيئات الحكومية، ولا تعرف هذه السلطات عنها شيئاً‎.‎
الحل نت