مطالبات بتعديل بنود قانون التنفيذ المتعلقة بحبس المدين

صنارة نيوز - 02/07/2024 - 10:06 am

الصنارة نيوز-‏
بعد سريان قانون التنفيذ المعدل رقم 9 لسنة 2022، المتضمن تعديل مدة الحبس عن الدين ‏المدني لتصبح 60 يوما، بدلا من 90 يوما عن الدين الواحد، وبما لا يتجاوز 120 يوما ‏مهما تعددت الديون، وانتهاء الحبس في غالبية العلاقات القانونية في منتصف 2025 باتت ‏هناك مشكلة في تحصيل الحقوق‎.‎
ودعت نقابة المحامين في أكثر من مناسبة، لضرورة إيجاد حلول وبدائل قانونية، تضمن ‏للمتعاقدين تنفيذ العقود المالية بينهم‎.‎
وتعمل النقابة في الآونة الأخيرة على إعداد مقترحات لتعديل قانون التنفيذ نظرا للحاجة ‏الاجتماعية والاقتصادية والقانونية الملحة له‎.‎
وفي هذا السياق، قال نقيب المحامين يحيى أبو عبود، إن تعديل أحكام قانون التنفيذ الذي ‏بدأ سريانه عام 2022 وبعد هذه المدة من التطبيق، إن الواقع الاقتصادي والاجتماعي ‏لمآلات العلاقات القانونية بين الأفراد أو بين الشركات، فرض فهما وواقعا جديدين‎.‎
وأوضح أبو عبود في حديثه لـ"الغد" أن هناك ضرورة لإعادة النظر في أحكام قانون التنفيذ ‏المتعلقة بسهولة تحصيل الدائن لحقوقه ومراجعة الإجراءات التي تم تعديلها من حيث مدى ‏كفايتها لاقتضاء صاحب الحق لحقه‎.‎


وأضاف أنه حتى هذه اللحظة، فإن التعديلات التي تمت على قانون التنفيذ، لم تؤد إلى ‏فعالية تنفيذ القرارات القضائية في دوائر التنفيذ، وأصبح هناك حالة من حالات عدم تمكن ‏المحكوم له من تحصيل حقوقه‎.‎
وبين أبو عبود، أنه إذا ما استمر الحال على ما هو عليه، وانتهى موضوع الحبس في شهر ‏حزيران (يونيو) 2025، دون أن يكون هناك قراءة جديدة لفكرة الحبس أو بدائله التي هي ‏التقييد المدني والإعدام المدني، سيكون هناك حالة من حالات الركود التام في التعاملات ‏المالية والاقتصادية بالإضافة إلى الفشل في تحصيل أصحاب الحقوق لحقوقهم‎.‎
وقال "نحن كنقابة محامين وكجزء مهم من التفكير القانوني داخل الأردن وجزء مهم يساند ‏القطاعات الاقتصادية والمالية في الاقتصاد الوطني، علينا واجب أن نقوم باقتراح الحلول ‏الجذرية والبدائل المناسبة التي تتوافق مع المرتكزات الأساسية التي تقوم عليها الدولة ‏والمجتمع‎".‎
وأكد أبو عبود أن أولى هذه الحلول، إعادة النظر بموضوع عودة حبس المدين كخيار ‏أساسي أو الحديث عن بدائل الحبس التي تغني الدائن عن طلب حبس المدين، وفي النهاية ‏تؤدي إلى استيفائه لحقه‎.‎
وقال "كلنا يعرف أنه إذا ما شعر الدائن بأنه لا توجد هناك إجراءات قانونية رادعة كفيلة ‏بضمان حصوله على حقوقه سيكون هناك إحجام كبير على التعاملات المالية إلا إذا كانت ‏نقدية مباشرة‎".‎


وأوضح أنه سيكون هناك تركيز على التعامل النقدي المباشر، وبخلاف ذلك، لن يكون هناك ‏تعاملات مالية‎.‎
وأشار أبو عبود، إلى أن بعض العقود من الممكن حلّها بالتعامل النقدي مثل البيع، لكن ‏المسائل المتعلقة بالتوريد والعقود الزمنية وقطاع الخدمات وأتعاب المهن مثل الأطباء ‏والمحامين والمهندسين والمحاسبين وأتعاب أصحاب الحرف وعُمّال البناء والميكانيك ‏والصيانة َوما شابهها، لن تجعل هؤلاء يقدمون على العمل إلا بالدفع النقدي المباشر وهذا ما ‏لا يتناسب مع القدرة الفورية للمواطن‎.‎
وقال إن المواطن يقوم بتقسيم التزاماته بالحد الأدنى على مدى شهرين أو ثلاثة، الأمر الذي ‏سيؤدي إلى إحجام أصحاب المصالح من التعاقد مع بعضهم البعض بسبب عدم القدرة على ‏تحصيل حقوقهم إذا ما أصبح هناك أي خلاف‎.‎
وأوضح أبو عبود أنه سيصبح اللجوء إلى المحاكم هو فقط من أجل تثبيت الحقوق وليس من ‏أجل تحصيلها‎.‎
وقال إنه في منتصف العام المقبل، سينتهي العمل بالحبس إلا في بعض المسائل ‏الاستثنائية الضيقة والتي لا تغطي كل التعاملات بين الأفراد‎.‎
وأكد أن المواد القانونية محل البحث لتعديلها، هي المتعلقة باقتضاء الدائن لحقه "جبرا" على ‏المدين المتمنع، والتي من ضمنها الحبس وبدائل الحبس‎.‎


وأكد أنه عندما تم الأخذ سابقا بموضوع التضييق في الحبس وربطه لمدة زمنية معينة، كان ‏من المفترض أن تكون هناك بدائل أخذت فيها الأنظمة القانونية الأخرى مثل التقييد المدني ‏أو الإعدام المدني‎.‎
والتقييد المدني هو مصطلح قانوني يشير إلى تحديد أو تقييد نطاق أو تأثير حق أو إجراء ‏قانوني بواسطة شروط أو قيود محددة‎.‎
وفي السياق القانوني، يمكن أن يكون التقييد المدني متعلقا بالعقود، الحقوق الشخصية، أو ‏الإجراءات القانونية، مثل تقييد القوة الملزمة للمستندات ما قبل التعاقد أو تقييد فترة التعاقد‎.‎
ويهدف التقييد المدني لتنظيم العلاقات القانونية وتحديد حدود الالتزامات والحقوق بطريقة ‏تحقق العدالة والتوازن بين الأطراف‎.‎
وقال أبو عبود إن خزينة الدولة على سبيل المثال، إذا كانت تريد تحصيل حقّ ما من أي ‏مواطن، فإنها تجبره للحصول على خدمة معينة، أن يدفع ما عليه من التزامات قبل إتمام ‏معاملته‎.‎
وأكد أنه بالتالي، فإنه ليس هناك حاجة للحبس، وإنما التقييد لإجباره على الدفع من أجل ‏الحصول ما يريد من معاملات‎.‎
وأوضح نقيب المحامين أن هذا التعامل، غير متوفّر في الديون الخاصة بين الأفراد ‏والشركات‎.‎


وقال إن هناك قطاعات كثيرة تضررت من تعديل قانون التنفيذ، منها قطاع الخدمات وقطاع ‏المهن والأطباء والمهندسين والمحامين والصناعيين وغيرهم‎.‎
وأوضح أن الحبس الآن فقط على دين عقد الإيجار وعلى الحقوق العمالية بالحد الأدنى وان ‏هناك قطاعات لا تقل أهمية عنها جديرة بذات الحماية‎.‎
ولفت أبو عبود إلى أن النقابة بدأت مؤخرا بتقديم مقترحات على قانون التنفيذ و"قطعت ‏شوطا بلقاء العديد من القطاعات الصناعية والتجارية والخدمة من أجل الذهاب برؤية ‏مشتركة حول تعديل قانون التنفيذ‎".‎
وشدّد على أنه فور الانتهاء من المقترحات خلال الأسابيع القليلة المقبلة، سيتم رفعها إلى ‏رئاسة الوزراء مباشرة لأنها هي المعنية بإعداد مشاريع تعديل القوانين‎.‎