السودان… حركات مسلحة تجلي الآلاف من سكان الفاشر

نشطت الحركات السودانية المسلحة التي كانت تلتزم الحياد في المعارك بين الجيش والدعم السريع في إجلاء سكان الفاشر غربي السودان، بعد احتدام المعارك ومقتل العشرات جراء القصف المدفعي المتبادل.

وقال الطاهر حجر رئيس تجمع قوى تحرير السودان في منشور على صفحته بموقع التواصل فيسبوك، إن قوات التجمع تمكنت خلال الـ48 ساعة الماضية بالتنسيق مع حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد النور من توفير ممر آمن لخروج آلاف المدنيين الفارين من الحرب بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وأضاف: «تم تجميع مئات السيارات المحملة بالنازحين بمعسكر زمزم وبعد ذلك رافقتهم قواتنا لتأمينهم إلى محلية طويلة ومنها سيتم التنسيق لحركتهم لبقية المحليات والولايات بحسب الرغبة».

وشهدت مدينة الفاشر أمس الإثنين اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود ووزارة الصحة بإقليم دارفور، الأحد، عن ارتفاع ضحايا معارك الفاشر إلى نحو 2000 قتيل وجريح منذ مايو/أيار الماضي.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الدعم السريع قصفت بالمدفعية أحياء شمال وجنوب ووسط  المدينة، شملت منطقة السوق الكبير، وملاعب الشهيد الزبير واستاد النقعة ومتنزه المروج، بينما ردت مدفعية الجيش من الجهة الغربية بقصف تمركزات الدعم السريع في الجهة الشرقية، كما حلقت مقاتلة حربية في ساعات الصباح وأغارت على تمركزات الدعم السريع في أقصى الشمال الشرقي للمدينة.

وأجبرت الاشتباكات العنيفة عدد كبير من السكان على النزوح نحو محلية طويلة في ظروف بالغة التعقيد بحسب آدم رجال المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين.

وقد أفاد شهود عيان بسماع تبادل لإطلاق النار بين الجيش والدعم السريع حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، في جبل موية بولاية سنار وسط السودان، مع تحليق للطيران الحربي التابع للجيش السوداني.

وشهدت معارك أمس الإثنين قتالا عنيفاً باقتحام قوات كبيرة من الدعم السريع بعربات مدججة بالأسلحة عبر ثلاثة محاور للمنطقة واستباحت المنازل والممتلكات مما أدى إلى نزوح عدد كبير من المواطنين من المنطقة للمناطق المجاورة.

وأشار الشهود إلي سقوط عدد من القتلى والجرحى من المدنيين.

وكانت منصات إعلامية تابعة للجيش، قالت إن قواته قتلت أكثر من 80 عنصرا في الدعم السريع وأسرت 15 آخرين،  ودمرت 6 عربات قتالية، مع الاستيلاء على 6 مدافع وأسلحة أخرى.

من جانبه، قال بيان صادر عن قوات الدعم السريع إنها تمكنت من السيطرة على منطقة «جبل مويه» واستولت على  57 عربة وحرقت 12 أخرى وقتلت وأسر المئات من قوات الجيش. جدير بالذكر أن الدعم السريع دفع بقوة كبيرة وإسناد من مدني وجبل أولياء من أجل السيطرة على منطقة جبل موية الاستراتيجية التي تربط بين ولايات سنار والنيل الأبيض والنيل الأزرق والجزيرة.

وفي العاصمة السودانية، تراجعت حدة العمليات العسكرية في الخرطوم، صباح اليوم الثلاثاء، حيث ساد هدوء حذر معظم جبهات القتال ، بحسب مصادر.