إسرائيل تتخلى عن منظومة باتريوت الأمريكية وتعتبرها فاشلة

 كشف الجيش الإسرائيلي عن توجه لوقف الاستعانة بأنظمة “باتريوت” الدفاعية الأمريكية بشكل نهائي، بعد أكثر من 30 عامًا من دمجها ضمن المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، بحسب موقع “واللا” الإخباري.

وذكر الموقع مساء أمس الثلاثاء، أن استخدام المنظومة الأمريكية بدأ في سنوات التسعينيات من القرن الماضي، إبان حرب الخليج، وأعلن سلاح الجو الإسرائيلي، بالأمس، أنه سيخرجها من الخدمة بشكل نهائي.

نظام قديم ومكلف

أحد أسباب قرار إخراج نظام “باتريوت” من الخدمة هو القدرات الجديدة التي “ابتلعت” قدرات المنظومة الأمريكية الشهيرة، حيث أصبح بحوزة إسرائيل نظم دفاعية أكثر تطورًا يمكنها من صد التهديدات المختلفة، وفق الموقع.

ووقفت الكلفة الباهظة للصواريخ المستخدمة في نظام “باتريوت” الأمريكي، ضمن أسباب الاستغناء عنه، مقارنة بالنظم الدفاعية الأخرى.
وأجرى الجيش الإسرائيلي أخيرًا عملية تقييم للموقف، وخلص إلى أنه لم يعد بحاجة إلى المنظومة الأمريكية، في ظل فعالية أسلوب الطبقات الدفاعية المتعددة، بالاستعانة بنظام “القبة الحديدية” ونظام “مقلاع داوود”.

ونقل الموقع عن العميد (احتياط) إيلان بيتون، القائد الأسبق للذراع الجوية لجيش الاحتلال، أن مركز ثقل المنظومة الدفاعية الجوية انتقل إلى اتجاهات أخرى لمواجهة أهداف معادية متطورة.

وقال إنه لم يعد من المناسب مواصلة الاستثمار في نظام يتقادم، همشته النظم الجديدة الأكثر تطورًا بشكل تدريجي.

ما صلة الهجوم الإيراني؟

ولفت إلى بيان رسمي صادر عن سلاح الجو الإسرائيلي، جاء فيه أن الشهور القليلة المقبلة ستشهد استبعاد النظام الدفاعي الأمريكي من الخدمة بالجيش، بعد أكثر من 30 عامًا على استخدامه.

وأوضح أن إخراج المنظومة من الخدمة يعد درسا من دروس الهجوم الإيراني بالمُسيَّرات والصواريخ الباليستية، منتصف نيسان/ أبريل الماضي، بعد أن نجحت النظم الدفاعية الأخرى في التصدي لغالبية الأهداف المعادية، ووفرت استجابة قوية لحماية الجبهة الداخلية.
وكانت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية قررت اقتناء نظام “باتريوت” الدفاعي الأمريكي قبيل اندلاع حرب الخليج الأولى، وحفزت وتيرة إدخالها للخدمة عقب الهجوم الصاروخي العراقي، في عهد الرئيس الأسبق صدام حسين.

ونظام “باتريوت” الذي أدخله الجيش الإسرائيلي للخدمة تحت مسمى “يهلوم/ الماسة” مخصص للتصدي للهجمات بالمقاتلات أو الصواريخ الباليستية.

غير أن الموقع أشار إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي عمَّم استخدامه ضد المقاتلات والطائرات دون طيار والمروحيات العسكرية والصواريخ بعيدة المدى مثل صواريخ “سكود” التي أطلقت من العراق إبان حكم صدام حسين.

ووفق بيانات رسمية صادرة عن الجيش الإسرائيلي، نجح نظام “باتريوت” في اعتراض 19 هدفًا معاديًا، الأول كان في عام 2014 حين أسقط طائرة من دون طيار أطلقت من قطاع غزة إبان عملية “الجرف الصامد”.

وكشف الموقع أن النظام شارك أيضا في الحرب الدائرة في غزة حاليًا، وأسقط 9 أهداف معادية، إلا أنه لم يكشف طبيعتها.