اتهامات لرئيس الوزراء العراقي بانتهاج خطى سلفه
صنارة نيوز - 2015-03-14 08:05:38الصنارة نيوز-
اعتبر سياسيون وشيوخ عشائر عراقيون مقيمون في عمان أن "الحشد الشعبي" في العراق هو "احتلال إيراني شيعي بقالب عسكري جديد للمحافظات السنية العراقية"، معربين عن مخاوفهم من "تحول هدفه المعلن بقتال تنظيم (داعش) الإرهابي إلى حملة إبادة جماعية لسنة العراق".
وعبر شيخ عشيرة البعلي الجاسم، أحمد المشعان، عن رفضه لدخول ما يسمى بـ"الحشد الشعبي" للمحافظات السنية، والذي وصفه بأنه "يدار من قبل إيران".
وقال المشعان : "جميع المعلومات المتوافرة لدينا تؤكد وجود عملية إبادة جماعية للطائفة السنية"، مؤكدا أن "محافظة الأنبار" ستكون مقبرة لـ"الحشد الشعبي على يد أبناء العشائر العراقية السنية التي تريد الخير للعراق".
وأكد أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي "لم يأت بشيء جديد ومغاير عن سلفه نوري المالكي"، معتبرا أن "وعوده في شأن المصالحة الوطنية والعفو العام وإطلاق سراح المعتقلين ونصرة المحافظات السنية ذهبت أدراج الرياح، وكانت لشراء الوقت فقط".
ونبه المشعان لضرورة التفات العالم لمعاناة أبناء "السنة" في العراق الذين قال عنهم إنهم "يتعرضون لإبادة جماعية".
ويتفق القيادي في الجيش الإسلامي الدكتور أحمد الدباش على أن قتال "الحشد الشعبي" لتنظيم "داعش" الإرهابي في المحافظات السنية ما هو إلا "لافتة معلنة فقط"، في وقت قال إن "الحشد الشعبي يضمر في داخله الحقد الدفين على أبناء الطائفة السنية ويعيث فيهم قتلا وتشريدا وتهجيرا".
ويؤشر الدباش بوضوح إلى وجود عمليات "إبادة جماعية يومية لأبناء السنة، عدا تهديم دور العبادة والمنازل والتشريد اليومي المتواصل من مدنهم وقراهم" في ظل ما قال عنه إنه "صمت حكومة حيدر العبادي على هذه الجرائم".
وزاد: "لم يتحقق أي شيء من طلبات أهل السنة .. لن نرضى أن نكون مهمشين في العملية السياسية ونقتل ونذبح في الشوارع .. كفى قضما لحقوقنا وقتل أبنائنا.. مطالبنا واضحة ووصلت لحكومة بغداد ولم يتحقق منها أي شيء على الأرض".
وأكد أن "تغيير الوجوه في حكومة العبادي الذي خلف نوري المالكي في منصبه.. لا يعني تغيير السياسات".
بدوره، أكد البرلماني السابق زعيم جبهة التوافق النيابية في البرلمان العراقي الدكتور عدنان الدليمي أن الأمور "بدأت تخرج عن سياقها الطبيعي"، مشيرا إلى وجود "مخاوف حقيقية تجتاج أبناء الطائفة السنية من تمدد ما يسمى بالحشد الشعبي".
وكانت منظمة العفو الدولية اتهمت "الحشد الشعبي" بقتل عشرات المدنيين السنة "بإعدامات عشوائية"، واصفة ممارساته بأنها "ترقى لمستوى جرائم الحرب".
وأشارت المنظمة الدولية إلى أن حكومة حيدر العبادي التي تدعم وتسلح هذه المجموعات "تغذي دوامة جديدة وخطرة من انعدام القانون والفوضى الطائفية في البلاد".
من جانبه شدد الشيخ مجيد الكعود، وهو أحد القيادات السنية العراقية، على ضرورة "خروج إيران من الأراضي العراقية ووقف دعمها للحشد الشعبي"، الذي قال عنه إنه "يستبيح يوميا أبناء الطائفة السنية".
ودعا العالم إلى الالتفات لمعاناة "السنة" الذين قال أنهم الآن "يشكلون أكثر من ربع سكان العراق".
من جهته دعا أمين سر مجلس عشائر الأنبار الشيخ طارق الحلبوسي "الحشد الشعبي" إلى عدم القدوم إلى محافظة الأنبار لقتال "داعش" .. معربا عن خشيته بأن يتحول القتال إلى "حرب بين الطائفتين السنية والشيعية".
وكان وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي لفت في تصريحات صحفية سابقة إلى أن الحشد الشعبي "منضبط ويعمل بإمرة القيادات الأمنية"، وأثنى على "الدور الإيجابي والكبير الذي يلعبه الحشد في تحرير الكثير من مناطق ديالى".
وقال إنه "تم استغلال اسم الحشد من بعض العصابات الإرهابية التي حاولت الإساءة إلى هذه التجربة التي يمكن أن تكون إيجابية وناجحة في المستقبل".
غير أن منظمة العفو الدولية أكدت أن "المليشيات الشيعية أقدمت خلال الأشهر الأخيرة على اختطاف وقتل مدنيين سنّة في بغداد ومناطق أخرى من البلاد. وما انفكت هذه المليشيات -التي غالبا ما تقوم الحكومة العراقية بدعمها وتسليحها- تنشط وتعمل بمستويات متفاوتة من التعاون مع القوات الحكومية عبر موافقة ضمنية من هذه الأخيرة، وتنفيذ عمليات منسقة، بل حتى مشتركة فيما بينها".
وبسبب الممارسات المذكورة، حملت المنظمة الحكومة العراقية المسؤولية "إلى حد كبير عما ترتكبه هذه المليشيات من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك جرائم الحرب".