الطريق الصحراوي تجاوز عمره التشغيلي وضحاياه في ازدياد
صنارة نيوز - 2015-03-14 08:04:25الصنارة نيوز-
رحلة شاقة وحافلة بالصعوبات يواجهها كل من يخرج من عمان متوجها إلى مناطق الجنوب عبر الطريق الصحراوي الذي يضيق بالسيارات المارة نتيجة ازدحام الشاحنات عليه.
ويزيد من خطورة السير على هذا الطريق نقص الخدمات الضرورية، والغبار الذي يملأ المدى، فضلا عن سوء الإنارة، إن وجدت، والبنية التحتية المتهالكة للطريق، ووجود العديد من التحويلات المرورية التي تجعل من الرحلة عبر الطريق معاناة حقيقية.
وتسببت هذه المخاطر وغيرها بكثير من الحوادث على الطريق، وأودت بحياة كثيرين، كان آخرها يوم الأربعاء الماضي، حيث توفي شخصان من عائلة واحدة نتيجة حادث سير.
وبحسب الإحصاءات الأخيرة للمكتب الإعلامي والتثقيف الوقائي في المديرية العامة للدفاع المدني، فإن عدد الحوادث على الطريق الصحراوي في ازدياد، حيث لا يمر شهر إلا ويتوفى بين شخص الى ثلاثة على الطريق.
ويمتد الطريق الصحراوي بين عمان والعقبة بطول 330 كيلو مترا، حيث تم البدء بإنشائه العام 1957 ولغاية العام 1960، وقامت وزارة الأشغال العامة حينها بالإشراف التام على تنفيذ المشروع بالتعاون مع الجهات المنفذة.
وبعد انتهاء العمل في الطريق، أصبحت السيارات تسير عليه بمعدل لا يقل عن 300 سيارة شحن في اليوم الواحد، عدا سيارات الركوب الصغيرة، وبلغت تكلفته حينها مليونين وسبعمائة ألف دينار، بمعدل أربعة عشر ألف دينار للكيلو المتر الواحد طولا، في حين كانت الحكومة حصلت على قرض من نظيرتها البريطانية بوساطة مجلس الإعمار لتمويل المشروع.
ويقول أحمد الجعافرة وهو مواطن يسلك الطريق في نهاية كل أسبوع، إن كثرة التحويلات على الطريق الصحراوي، وضيق عرضه يؤديان إلى إفقاد السائق التركيز، مشددا على ضرورة تسريع حل مشكلة التحويلات، فينا بين أنه أصبح يحس بخوف في كل مرة يسلك هذا الطريق.
بدوره، يؤكد إبراهيم الحجايا، الذي يرتاد الطريق أسبوعيا بحكم عمله في عمان، إن عدم وجود الإنارة على كامل الطريق، يشكل خطرا أكبر، حيث يعتبر هذا النقص من الأسباب الرئيسة للعديد من الحوادث.
أما فهد الضمور فيطالب بإجراء صيانة دورية له، مشيرا إلى أنه آن الأوان ليكون الطريق الصحراوي طريقا دوليا يضاهي نظائره الأخرى.
من جهته، بين مصدر رسمي في وزارة الأشغال أن مجموعة أعمال تصليح طريق الصحراوي مخصصة من خلال الموازنة، مبينا أنه يتم تخصيص الدعم الخليجي للمشاريع، وأن تكلفة المشروع تبلغ 150 مليون دينار لإعادة انشائه كاملا، حيث إن العمر التشغيلي للطريق البالغ 30 عاما انتهت منذ أعوام عدة.
وبين المصدر أن الوزارة تحرص دوما على تنفيذ أعمال الصيانة الروتينية والوقائية والطارئة للطريق، حيث تم صرف 6 ملايين ونصف المليون دينار هذا العام لإعادة تأهيل المساحات المتضررة على الطريق.
وكان وزير الأشغال العامة والإسكان سامي هلسة وصف الطريق الصحراوي في تصريح سابق بأنه في "غاية الرداءة"، مشيرا إلى أنه أصبح على غرار "المريض الذي يرقد في غرفة الإنعاش".
وأكد حينها أن هذا الطريق بات بحاجة إلى "إعادة تأهيل على نحو عاجل"، ابتداء من المنطقة الواقعة بعد طريق المطار حتى نهايته، وبتكلفة 150 مليون دينار، موضحا أن الطريق يعتبر من الطرق الاستراتيجية والرئيسية في المملكة، حيث قامت الوزارة بمخاطبة وزارة التخطيط والتعاون الدولي للحصول على منحة سعودية واعتمادها لإعادة تأهيل الطريق.
يشار إلى أن نسبة الحوادث انخفضت لدى بعض الدول إلى أقل من وفاة واحدة لكل 10 آلاف مركبة، في الوقت الذي ما تزال فيه النسبة في المملكة مرتفعة، وبواقع 12 وفاة.