يكشف التصويت "غير الملتزم" خلال الانتخابات الأولية في الحزب الديمقراطي عن تعاظم قوة انصار الحق الفلسطيني في الولايات الأميركية للدرجة التي باتوا فيها يشكلون بيضة قبان مرجحة لفوز او هزيمة اي مرشح لرئاسة الولايات المتحدة عن الحزب الديمقراطي.
وقد ظهرت قوة وحجم اصوات انصار الحق الفلسطيني في الحزب الديمقراطي عبر استعراض علني للقوة والتأثير خلال الانتخابات الأولوية للحزب الديمقراطي عندما تنادوا لعدم التصويت لبايدن واستخدام مصطلح محدد في التصويت وهو " غير ملتزم.
وللان حصل التصويت ل"غير ملتزم" على العدد التالي من الاصوات في الولايات التي جرت بها انتخابات:
ميشيغان: 104436 صوتاً، بواقع 13.2% من مجمل المصوتين.
مينيسوتا: 459المصورين. بواقع 18.9% من مجمل المصوتين.
كارولاينا الشمالية: 88021 صوتالمصورين. 12.7% من مجمل المصوتين.
ماساتشوستس: 544المصورين. بواقع 9.4% من مجمل المصوتين.
كولورادو: 36799 صوتا، بواقع 7.4% من مجمل المصوتين.
ألاباما: 10,094 صوتا، بواقع 6% من مجمل المصوتين.
أيوا: 480 صوتا، بواقع4% من مجمل المصوتين.
تينيسي: 10,433 صوتا، بواقع 7% من مجمل المصوتين.
ومن المؤكد والواضح الأن لإدارة بايدن أن هذه الاصوات قادرة فعليا على عدم إعادة انتخاب بايدن لكن صداها الذي بات يتحدث عنه الاعلام الاميركي الرئيسي ويفرد له مساحات زمنية كبيرة أبعد أثرا من ذلك فهو يكشف انه بات لأنصار الحق الفلسطيني ثقلا حاسما ليس في الحزب الديمقراطي لكن في الشارع الأميركي عامة وهو ما يكشف عنه ايضا العدد غير المسبوق من الفعاليات اليومية المؤيدة لفلسطين في الولايات المتحدة الأميركية والتي بلغت متوسط 35 فعالية يوميا وفقا لحصر منظمة مناهضة تشويه السمعة الأميركية وهي كبرى منظمات العلاقات العامة الصهيونية في أمريكا التي قدرت عدد هذه الفعاليات بثلاثة الاف فعالية خلال ثلاثة اشهر.
وعلى الرغم من ان حراك " غير الملتزم" انطلق بدون أموال وبموازنة صفر ويعتمد تنظيما بسيطا باستخدام وسائل التواصل. ورغم انه حراك انطلق في اللحظة الأخيرة قبل الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي فقد بات يشكل التهديد الأول ليس فقط لإعادة انتخاب بايدن لكن لأعادة انتخاب العديد من اعضاء الكونغرس والحكومات المحلية في الحزب الديمقراطي الذي يتحكم به مركز مكون من عجائز مؤيدين لإسرائيل على رأسهم بايدن وزمرة الصهاينة في ادارته.
ولغاية الان أظهرت الانتخابات حصول هذه الحركة على نسب وازنة قادرة على الحسم لكن اهمها أصوات الولايات المتأرجحة وهي ست او سبع ولايات يحسم من يفوز بها مقعد الرئاسة الاميركية.
وتعتبر ولايات مينسوتا وميتشغان وكارولاينا الشمالية من الولايات الحاسمة بل ان من يفوز بها سيحسم بالتأكيد مقعد الرئاسة لصالحه.
وفي ولاية مينسوتا حصلت حركة "غير الملتزم" على نسبة 19 بالمائة من الاصوات حاملة رسالة إلى بايدن مفادها أنه بحاجة إلى تغيير سياسته تجاه إسرائيل وحربها المستمرة
في غزة إذا أراد أن يحصل على أصواتهم".
وخارج مينيسوتا، تسببت ولاية ميشيغان أيضًا في مشاكل لجو بايدن قبل اسبوع حيث اختار أكثر من 100 ألف ناخب “غير ملتزمين” في ولاية بها أيضًا عدد كبير من السكان العرب والمسلمين.
وهذه الاصوات تحذر إدارة بايدن بضرورة المبادرة الى إجراءات فورية ودراماتيكية لمنع إسرائيل من مواصلة الإبادة الجماعية.
ومع انه يمكن إرجاع الكثير من الأصوات "غير الملتزم بها" في ميناسوتا وميتشيغان إلى وجود عدد كبير من السكان المسلمين في الولايتين ففي مينيسوتا هناك مجتمع يبلغ 85 الفا من الأمريكيين الصوماليين، فيما يبلغ عدد الاصوات العربية في ميتشيغان أكثر من 300 ألف صوتا وجلهم لا يوافقون على دعم إسرائيل في حربها على غزة، لكن نفس الموقف يتبناه ايضا قطاع هام من الاقليات العرقية والتقدميين البيض والشباب وهذا ما كشفته أصوات "غير الملتزم" في ولايات أخرى مثل كولورادو وماساشوتس وكارولوانيا الشمالية وهي ولايات لا توجد بها مراكز كبرى للمسلمين والعرب لكن حصل الحراك على عشرات الاف الاصوات في كل منها.
وتضع هذه النتائج بايدن في موقع المحاصر: فأن تخلى عن دعم إسرائيل فسوف يخسر هو وحزبه قدرًا كبيرًا أو أكثر من الدعم المالي من الناخبين اليهود والمؤيدين لإسرائيل.
ولأظهار اهمية هذه الاصوات ففي مينسوتا بلغت الحصيلة النهائية لاصوات غير الملتزمين حوالي 46 ألف صوت، وهو رقم مشؤوم لبايدن لأن دونالد ترامب خسر الولاية أمام هيلاري كلينتون بنحو 44 ألف صوت في عام 2016.
وفي ميتشيغان فأن الأصوات “غير الملتزم بها” البالغ عددها 100995 تضيف ما يصل إلى 16 بالمائة من إجمالي أصوات بايدن. وفي الانتخابات الرئاسية المقبلة، لن يتمكن بايدن من الفوز بهذه الولايت المتأرجحة الحاسمة إذا بقي 16%، أو حتى 10%، من الديمقراطيين في منازلهم. وبالمقارنة، صوت 33383 جمهوريًا فقط على أنهم "غير ملتزمين" - وهذا يمثل حوالي أربعة بالمائة فقط من إجمالي أصوات دونالد ترامب البالغ 756636 صوتًا.
ولا زالت ارقام حراك " غير الملتزم" تتواصل ففي ولاية هاواي حصلت حركة " غير الملتزم" على 29.1٪ من الأصوات.
كمحصلة تكشف هذه الاصوات عن حقيقة أنه بينما لا زال اللوبي الصهيوني قادرا على صب مئات الملايين من الدولارات موجه ضد أو مع مرشحين محددين خلال الحملات الانتخابية فأن انصار فلسطين باتو يشكلون ثقلا فعليا حاسما في الشارع الاميركي ولم يعد بالإمكان تجاهل حضورهم وتأثيرهم وقوة مؤسساتهم من قبل أي إدارة اميركية.
يمكن القول الان ان قوة انصار فلسطين في الشارع باتت تعادل وربما أقوى من دولارات اللوبيات الصهيونية وان المواجهة المقبلة ستكون بين الشارع والدولار مع ترجيح أن من يمتلك الشارع سيمتلك القرار السياسي على المدى المتوسط والبعيد في الديمقراطيات الغربية ويمكن قرأة تجربة وصول الشعبويين للحكم في أوروبا واميركا كدليل وليس من باب تشابه على أن من سيمتلك الشارع سيصل للقرار السياسي.