من يدفع الربيع العربي الثاني؟
صنارة نيوز - 2019-10-29 14:37:21تتنقل الاحتجاجات والتظاهرات من الجزائر الى العراق فالاردن ولبنان رافعة ذات الشعارات والمطالب، فتتطور رويدا رويدا لتصل الى مستوى المرحلة الاولى من "الربيع العربي" الذي حرق في غالبية الدول التي عبرها الاخضر والبايبس واعاد البلاد الى عصر اقترب من عصر الجاهلية.
توقف الربيع العربي مبدئيا عند سورية بعد ان هلكت البلاد، وزهقت ارواح اكثر من مليون موالي ومعارض وتهجر نحو 7 مليون الى الداخل والخارج، وعادت البلاد عقود طويلة، فيما التناحر مستمر في ليبيا واليمن ومصر.
قبل اسابيع انطلقت مظاهرات بشكل مفاجئ في العراق، وتبعتها مباشرة احتجاجات في لبنان حملت في مجملها نفس الشعارات والمطالب متمثلة بمحاربه الفساد والقضاء على البطالة واعادة الاموال المهدوره، هي ذات المطالب والشعارات التي يرفعها المتظاهرون منذ فر الزعيم التونسي الراحل زين العابدين بن علي من بلاده.
وكأن الحلقة الثانية من الربيع العربي قد تأجلت، الى اليوم بعد ان فرغت في جزءها الاول من تدمير دول عربية اقليمية مهمة، حيث تتزامن المرحلة الثانية مع شروع تصفوي اميركي صهيوني كبير في فلسطين.
الموجه الثانية من الربيع العربي معقدة ومتداخلة ولن تمر مرور الكرام، ولن تحقق اهدافا مستحيله كما حدث في السودان
تفاصيل هذه المؤامرة تنحصر في الضغط السياسي على انظمة معينة تعد الان الجدار الاخير للصمود والرفض، سواءا من باب المصلحة الفلسطينية ان من باب مصلحة البلاد.
الضغط مستمر على مصر بهدف التنازل عن قطعة ارض من سيناء وضمها الى دولة غزة التي ستسمى فلسطين، ويقف المصريون ندا ورافضا للمخطط الاميركي الاسرائيلي، الى جانب الموقف الاردني الرافض للمؤامرة الاميركية الاسرائيلية التي لا تستند الى اي اساس شرعي او قانوني او اخلاقي او تاريخي.
ويبدو ان ثمة ضغوطات معينة على تلك الانظمة الان تمثلت باطلاق الربيع العربي الثاني، وهو يمتد حاليا الى دولتين مهمتين:
الاولى: العراق، وجاء التنسيق الاماراتي السعودي مع رجل الدين مقتدى الصدر تحت الضوء مع اندلاع الازمة والتظاهرات التي اودت بحياة 110 اشخاص، ويعمل التيار الصدري ضد خصمة عادل عبد المهدي وحكومته كونه مقرب من ايران، وتقول مصادر ان الصدر ناقش المصالح المشتركة في الرياض، بحيث يعمل على اسقاط الحكومة العراقية التي همشت تياره، فيما تقلم الرياض اظافر اخرى لايران في المنطقة في الطريق لاقرار صفقة القرن.
الثانية: لبنان, وبات المطلوب اسقاط نظام الحكم المتحالف بين حزب الله وميشيل عون، المقربان من سورية وايران وقد باتا يحولان قواعد اللعبة وموازين القوى مع اسرائيل ويهددان بشكل جدي بالتصدي لصفقة القرن.
للتصدي لتلك المؤامرات، من المهم التركيز في عدم الذهاب بعيدا في طرق واساليب تحقيق المطالب، وهي مطالب مشروعة، لكن هناك خوف من الاختراق والتوجيه الى نحو لا يحمد عقباه، وضرورة الحذر من الاختراق على المستوى الشعبي.
فيما على المستوى العربي والاسلامي، فان ثمة ضرورة الان وبشكل فوري توحيد الجهود على مستوى جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي، لتوحيد الصفوف واستخدام امكانياتها الاقتصادية والسياسية واللوبيات العربية في اوربا واميركا للضغط على البيت الابيض واوربا لوقف تلك المؤامرة.
وخطوة مهمة اخرى تتمثل في اقرار رفض التطبيع بشكل رسمي كونة الوسيلة الخلفية لاقرار صفقة القرن والقفز عن حقائق ووقائع اقراتها الشرعية الدولية
كما وعلى الدول العربية الاسراع لقطع الطريق على اعداء الخارج من خلال التصالح مع المعارضة وفتح ابواب الحوار معها، وتحقيق مطالبها كونها مطالب في الضرورة لصالح الوطن، واقرار القوانين الداخلية التي تضمن الحريات وتحمي المواطن وترفض المحسوبية والواسطة، حتى يبقى حل مشاكلنا داخليا فقط، حيث ان الدول الاستعمارية باتت تعرف خبايا واسرار والطرق الالتفافية للوصول الى المعارضة في الدول العربية خاصة، كما حدث مع شريحة من الاكراد وقد تحالفت مع الولايات المتحدة التي استخدمتها لسنوات دفع خلالها الاكراد الالاف ضحايا حربا بالنيابة قبل ان تتخلى عنهم واشنطن وتتركهم لقمة سائغة للجيش التركي