الكلب الذي أنقذ حياة مرضى السكري

صنارة نيوز - 2019-03-10 21:37:44


في عام 1869، كان طالب الطب الألماني بول لانغرهانس يُقلب عضو البنكرياس يميناً ويساراً دون أن يدرك مدى أهميته لجسم الإنسان، وكان مما لاحظه، مجموعة من الخلايا المتناثرة في داخله تشبه جزر الأرخبيل، والتي أُطلق عليها لاحقاً اسم جزر لانغرهانس.

قصة اكتشاف الإنسولين تدلنا على أن العلم لا يقوى صُلبه بعمل إنسان واحد

ظلت وظيفة هذه الجُزر غامضة لمدة عقدين من الزمن، إلى أن حصل حدث غير مسار الطب تغييراً هائلاً. فقد استأصل الجراحان مينكوفسكي، وميرينغ، البنكرياس من جسد كلب شوارع، ليريا ماذا ستكون العواقب على جسد هذا الكلب المُشرد.

تفاجأ الجراحان بأن الكلب أُصيب بالعطش الشديد، وشرع يتبول مراراً على الأرض، وهذه هي نفس أعراض ارتفاع منسوب السكر في الدم.

في ذلك الوقت لم يلح مفتاح حل اللغز، إلى أن لاحظ بعض العاملين في المختبر حصول غزوة ذباب على بول الكلب، الذي صار لزجاً مثل الدبس. هنا عُرف أن هذا البول يعج بالسكر، وأن البنكرياس هو المُنتج لمادة تنظيم السكر.

لاحقاً تبين أن البنكرياس يفرز هرمون الأنسولين، والذي أعيد تصنيعه من بنكرياس البقر في 1921 ليكون فاتحة علاج داء السكري، وليحول هذا المرض من مرض قاتلٍ، إلى مرض مزمن، يخضع لإرادة الطب والإنسان.

قصة اكتشاف الإنسولين تدلنا على أن العلم لا يقوى صُلبه بعمل إنسان واحد، الجميع يعرف بطل القصة فريدرك بانتنغ، مكتشف الإنسولين الحائز على جائزة نوبل في الطب، لكن القليلين يعرفون لانغرهانس، الجراحين، عمال المختبر، الذباب، الكلب إلخ إلخ.

العلم التجريبي عبارة عن مجموعة من التراكمات، والصُدف، والملاحظات، والتجارب الفاشلة، والخاطئة والمهملة، التي أعيد النظر فيها، وآفته إهمال جهود السابقين وإقصاء الآراء، والتقليل من شأن ملاحظات الآخرين، حتى لو لم يكونوا متخصصين، تخيلوا لو أُهملت أو تمت السخرية من ملاحظة عامل المختبر الذي لم يكن طبيباً، ولا عالماً في الفيزيولوجيا، كم كان سيتأخر علاج مرض السكري؟