فيصل الفايز: أردني.. بامتياز

صنارة نيوز - 2018-08-09 10:22:42

تتفاجأ حين تذكر اسمه امام اناس عاديين بأنهم يعرفونه، وقد يجازف أحدهم بالقول "انه صديقي".

 
لا يجد رئيس الوزراء الاسبق فيصل الفايز غضاضة في ذلك، ولطالما أعتبر ان مكانه الحقيقي بين الناس.
 
الكتابة عن "أبي غيث" تصطدم بالمحددات التي تطال رجال السياسة في الاردن، لكنه كثيرا ما يتجاوزها، واينما وجدته، يطال دفء حضوره شغف روحك، فتذوب كل الفروق. وتلك خاصية يعجز كثيرون عن فهمها او مجاراتها.
 
رجل الدولة الذي صنعته التجارب، والسياسة التي عرفها عن قرب مذ كان صبياً، يتميز بفراسته واخلاقه البدوية الاصيلة، وتحضر عال، ويعد داهية سياسة، وإن أنكر خصوم.
 
قربه من المثقفين الذين يعد صديقا لهم أعطاه بعداً لم يحزه اي رئيس وزراء قبلاً، وهو قرب المثقف العارف بأن الرؤى هي من تصنع المستقبل، لا التكرار الممل والقوالب الجاهزة.
 
رأى فيصل الفايز النور في عمان التي يهوى عام 1952، والده عاكف الفايز السياسي الذي يعز نظيره، هكذا تفتحت افاقه في البيت الذي انعقدت في ارجائه صالونات، على السياسة منذ نعومة اظفاره.
 
الفتى الذي خبر دروب عمان، وامكنتها، ومطاعمها الشعبية وسينماتها وانديتها، وتعلق بجبل الحسين غداة دراسته في كلية الفرير دي لا سال ، ما زال له في كل امكنتها باقات ورد.. وتذكار .
 
انهى الفايز دراسته الثانوية في تلك السنة الصعبة 1970، وسافر الى عاصمة الضباب ليلتحق بجامعة كارديف المرموقة دارسا العلوم السياسية.
 
وجود الشاب الطموح على بعد الاف الكيلومترات عن الديار لم ينسه مرابع صباه في عمان، ولا صولات الخيل ولمة الهيل والقهوة المرة في أم العمد.
 
حاز البكالوريوس من كارديف عام 1978، ومنها شد الرحال الى مدينة بوستن بروكسل البلجيكية لينال الماجستير من جامعتها في العلاقات الدولية عام 1981
 
 
 
وحتى قبل اكماله دراسة الماجستير عمل الفايز قنصلاً في وزارة الخارجية في السفارة الأردنية في بلجيكا بين عامي 1979–1983، ثم قفل عائدا الى عمان التي لا بد منها وإن طال السفر، ليعمل في الدوائر السياسية والقانونية والاقتصادية والمراسم في وزارة الخارجية 1983–1986، انتقل بعدها للعمل في الديوان الملكي الهاشمي مساعداً لرئيس التشريفات الملكية بين 1986 و1995.
 
في مدرسة الحسين العظيم نهل الفايز الكثير من الحكمة والدروس والعبر، وكان حقاً تلميذا نجيباً.
 
اختاره الملك الراحل طيب الله ثراه نائباً لرئيس التشريفات الملكية خلال المدة من 1995 وحتى 1999.
 
وفي العهد الزاهر للملك عبد الله الثاني، اختاره جلالته رئيساً للتشريفات الملكية في الفترة من 1999 و2003، وبعدها جاء وزيرا للبلاط الملكي الهاشمي.
 
 
 
اتصف اداؤه ابان جاء رئيسا للوزراء يوم 25/10/2003، بالجد والعمل، وقاد سفينة الحكومة باقتدار في ظرف دولي دقيق وحساس، تمثل في العدوان على العراق الشقيق، الذي تحول احتلالاً.
 
يذكر كثيرون ان ابا غيث كان يسهر الليالي لكي يجنب الاردن ازمات المنطقة، وانتهج سياسة الابواب المفتوحة، وحاور الاسلاميين وتواصل معهم، ومن سياساته في الجانب الانساني "إقالة عثرات الكرام.. ".
 
ضمت حكومته لاول مرة وزيرا للتنمية السياسية انطلاقا من ايمانه بضرورة الاصلاح والمشاركة في القرار، لكن حكومات تلت همشت الوزارة.
 
 
 
 
 
بعد مغادرته مكتبه في الدوار الرابع، جاء رئيسا للديوان الملكي، انطلاقا من القناعة باهمية دوره وحيويته وجهوده الطيبة، ثم اختير عينا ورئيساّ لمجلس الاعيان 
 
تقضت سنوات على مغادرة الفايز مناصبه الرسمية، لكنه حاضر دائما في كل الاوقات والمناسبات، وفي المشهد السياسي ايضاً، ويتمتع بعلاقات ممتدة مع كل الاطراف، داخليا وخارجياً.
 
الفايز اردني بامتياز، فهو ينتمي لواحدة من اكبر عشائر الأردن ،عشيرة بني صخر، التي يعتز بها، وهو ايضاً ينتمي الى كل بيت اردني وكل الناس.
 
 
 
حلمه الذي يستذكره دائما أن يبقى الاردن عزيزا كريماً، يتدرج في مناكب التقدم والتحديث تحت قيادة الملك عبد الله الثاني اعزه الله وسدد خطاه وابقاه ذخرا وسندا للشعب والامة.