مبدعون: مهرجان جرش للثقافة والفنون علامة فارقة
صنارة نيوز - 2017-07-16 11:53:28
أكّد مثقفون ومبدعون أنّ مهرجان جرش للثقافة والفنون بات علامةً فارقةً في المشهد الثقافي الأردني، بما يتيحه كلّ عام للشعراء والنقّاد والمفكرين من حضور، فضلاً عن حفلات الفن الراقي والفلكلوري الأصيل التي يستقطب بها كبار الفنانين العرب والفرق التراثيّة.
في البرنامج التلفزيوني «يسعد صباحك» وبثّت حلقةً خاصّة منه أول من أمس الجمعة من موقع المدينة الأثرية لجرش، أشادوا بجهود اللجنة التنفيذية العليا للمهرجان في توسعة أعماله وتيسير حضور فعالياته التي تنطلق الخميس 20 الجاري في الساحة الرئيسية والمسرحين الجنوبي والشمالي وشارع الأعمدة.
وكان استضاف البرنامج، الذي ألقى الضوء على تاريخ مدينة جرش والحضارات التي مرّت على المدينة عبر تاريخها الطويل، كلاً من محافظ جرش رائد العدوان، والمدير التنفيذي للمهرجان محمد أبو سماقة، والشاعر وزير الثقافة الأسبق د.صلاح جرار، والشاعرة د.مها العتوم، والفنان عمر العبداللات.
العدوان: تمكين المرأة
أكّد محافظ جرش رائد العدوان الفائدة الاقتصاديّة والثقافيّة التي يتيحها مهرجان جرش للثقافة والفنون في تمكين المرأة الريفيّة بما تشارك به من منتوجات غذائيّة وحرف تقليديّة، من خلال جمعيات المحافظة التي تعرض في الساحة الرئيسية وشارع الأعمدة بالتنسيق سنوياً مع إدارة المهرجان.
ورأى العدوان أنّ هذا التمكين هو أرضيّة مهمّة لكي نتوسّع في تسويق المنتج الغذائي التراثي على مستوى سفارات الدول الشقيقة والصديقة بالتنسيق مع وزارة السياحة في المستقبل القريب.
ودعا الجمهور إلى حضور فعاليات المهرجان الذي عدّه وجهاً عالميّاً يحمل رسالةً ثقافيّة وفنيّة بأسلوب حضاري ويشكّل طيلة أيّامه فترة للتعرف على فلكلور الفرق المستضافة الغني بمفرداته المتنوعة.
جرار: عباءة جرش
وقال وزير الثقافة الأسبق د. صلاح جرار المشارك في البرنامج الثقافي الشعري الذي تتعاون من خلاله رابطة الكتاب الأردنيين مع المهرجان، إنّ «جرش» هو علامة فارقة في المشهد الثقافي الأردني الثقافي والفني؛ استناداً إلى أنّ الثقافة بمعناها الواسع تمتد لتشمل الفنون والثقافة الإبداعيّة والكتابة وكثيراً من المفردات التي يعتني بها المهرجان.
ورأى أنّ مشاركة شعراء وكتاب ومثقفين ومفكرين عرب وأجانب هو إغناء لهذا المشهد وفرصة للأديب والشاعر والكاتب لأن يثبت نفسه ويقدّم ما لديه، موضّحاً أنّ المهرجان يوفّر للفنان والأديب منبراً مهمّاً شأنه في ذلك شأن كلّ المهرجانات العربيّة الناجحة، من مثل مهرجان قرطاج في تونس والجنادرية في السعودية والقرين في الكويت ومهرجانات أخرى، بسبب ما لاقاه من اهتمام عربي وعالمي فأصبح لذلك محطّ أنظار الشعراء والمشاركين.
وعن تقييمه لمحتوى البرنامج الثقافي من خلال متابعته السنويّة للمهرجان، قال جرار إنّه، وبالرغم من أنّ المشهد الثقافي دائماً في أيّ بلد هو في حالة تفاوت، إذ ليس كلّ الكتاب والمبدعين والفنانين على سويّة واحدة في الإبداع، إلا أنّها تبقى فرصة دائمة لمن يجد لديه إبداعاً، مبيّناً أنّ كثيراً من مبدعينا المحليين والعرب إنّما خرجوا لعالمهم من عباءة «جرش» فاكتسبوا لذلك سمعةً وانطلقوا من مهرجاننا، معترفاً بأنّ البدايات عادةً ما تكون متواضعة وخجولة لتتوسّع وتتطور بعد ذلك، بل وتتدفق بقوّة إلى المحيط العربي والعالمي.
ودعا جرار متذوقي الشعر تحديداً وجميع المهتمين بفعاليات «جرش» إلى حضور المهرجان وتغذية الذائقة، بين الفن الذي يُرى بالعين والشعر الذي تتشكّل صورته بالتخيّل، وبين هذا وذاك تعظم الفائدة والإضافة لدى الحضور.
وقرأ جرار أستاذ الأدب الأندلسي وصاحب ديوان «جادك الغيث» الذي تمثّل فيه التجربة الأندلسيّة بكلّ أبعادها، أبياتاً من قصيدة «حيرة» قال فيها:
لستُ أدري هل بعينيه أسى
أم شجاه ذكر عقدٍ درسا
أتراه ناعساً من سهرٍ
أم تراه من فتورٍ نعسا
صامتٌ ما ضرّ لو كلّمني
أفلا يحسن أسر الجلسا
أترى يعرف كم عذّبني
صدُّه عنّي وكم قد غرسا
في فؤادي من عذابات الجوى
وبصدري من عذابات الأسى»
« إلى أن قال:»
ويح قلبي من غزالٍ نافرٍ
طاب نفحاً وتسامى نفَسا
تخفق النفس إذا أبدى رضا
ويطير القلب مما همسا
فإذا ما أثقل الجفن كرىً
وقف القلب عليه حرسا!».
العتوم: النموّ الإبداعي
وأعربت الشاعرة عضو رابطة الكتاب الدكتورة مها العتوم عن اعتزازها لأن تشارك شاعرةً في مهرجان جرش، وأن تكون ابنة جرش التي أظهرها المهرجان مبدعةً من خلال إيمان الشاعر الراحل حبيب الزيودي وكثيرين بأنّ شعرها يتفوّق كثيراً على كونها شاعرة في مهرجان الشباب، ليلتفت الوسط الثقافي والنقدي إلى أدواتها فتشارك في فعالياته الشعريّة كلّ عام، معترفةً أنّ نموّها الإبداعيّ كان من خلال المهرجان.
وقرأت العتوم من قصيدة «نساء»: «النساء اللواتي يجرجرن عتمتهنّ ليرفعن فجراً يضيء الكلام،
النساء اللواتي ثُكلن بأفراخهنّ ليطلقن سرب الحمام،
نساء فلسطين والعائدات بأكفان عشّاقهنّ الخفيفين من مصر حتى حدود الشآم،
عليهنّ دون النساء السلام!».
كما دعت العتوم إلى حضور البرنامج الشعري والأمسيات النسويّة على وجه الخصوص، في المهرجان الذي تكرّس علامةً فارقةً ويحفظ التراث ويفتح الأذهان دائماً على الجديد الإبداعي.
العبداللات: الأردن وفلسطين
وأعرب نجم مهرجان جرش الفنان عمر العبداللات عن اعتزازه بالجمهور الأردني في كلّ المحافظات الأردنيّة، كما أعرب عن تقديره للجمهور الفلسطيني الذّواق، خصوصاً وأنّه سيغني في رام الله الجمعة، عقب حفلته التي يؤديها على المسرح الجنوبي لمهرجان جرش في التاسعة من مساء الخميس 20 الجاري.
وقال العبداللات إنّه يعتبر نجاحه في الأردن وفلسطين نجاحاً قريباً إلى قلبه بسبب روابط الأخوّة والتراث المشترك بين البلدين، مضيفاً أن 20 ألف تذكرة في رام الله هي بحكم المبيع، باثّاً تحياته إلى كل مدن وقرى وبوادي ومحافظات فلسطين.
وتحدّث عن بداياته مع الغناء، مطمئناً الجمهور الأردني بخصوص تعرّضه مؤخراً لوعكة صحيّة في شهر رمضان استلزمت منه السفر للخارج.
وقال العبداللات إنّه سعيد بأن يُستنفد من تذاكر حفلته سبعون بالمئة قبل أول من أمس، معتبراً ذلك مسؤوليّةً عليه الاستمرار في تحمّلها، واعداً بتقديم جديده لجمهور جرش هذا العام.
ودعا الشباب الأردني إلى التأني في إثبات النجوميّة، مؤكّداً أنّ نجاح أيّ فنان هو في خبرته وصعوده درج الشهرة بثقة وهدوء، في ظلّ انتشار «السوشيال ميديا» والبرامج الطيّارة التي تسعى لإشهار الفنانين الجدد دون أن تكون خطواتهم محسوبةً في هذا المجال.
وأعرب العبداللات عن تقديره لجيل الرواد والفنانين القدامى الذين بدأو من الصفر باتجاه الفن والشهرة، لأنّ الفن كما رأى بحرٌ عميق جد ويحتاج أن يحسب له الفنان كثيراً قبل أن يخوض أمواجه.
وقال إنّه يركّز دائماً على اللون الأردني، وأنّه لن يتنازل عن هذا اللون في كل حفلاته، مبيّناً القيمة الكبيرة لتراثنا عند الأشقاء العرب، وهو ما يضعه دائماً بجوّ المسؤوليّة في تسويق هذا التراث، لأنّ الفن كما قال وسيلة مهمّة جداً وراقية لتوصيل الفلكلور والتراث.
وعن لون الغزل الذي يغنيه، قال العبداللات إنّ له في هذا المجال أكثر من تجربة، ذاكراً تجربته مع الشاعر الراحل حبيب الزيودي الذي غنّى له أعذب الكلمات في كلّ المحافظات الأردنية وفي الخارج، لدرجة أنّه كان يلازمه في حفلاته اهتماماً منه بقيمة الكلمة في عالم الطرب والغناء. وقال إنّ قصائد الغزل التي كتبها الزيودي لا تحمل فقط الغزل بحدّ ذاته بل هي غزل بالوطن وروابيه ومدنه وقراه ومفرداته التي كان يلتقطها شاعر مبدع بحجم حبيب الزيودي، مستذكراً أغنية «سارة» التي كتب كلماتها الزيودي وغناها العبداللات.
أبو سماقة: توسيع الفعاليات
وتحدث المدير التنفيذي للمهرجان محمد أبو سماقة عن التطوير المستمر للمهرجان في فقراته الفنية والثقافية وفي كلّ ما يهم الزائر المحلي والعربي والأجنبي، مؤكّداً أن غاية مهرجان جرش هي تلبية الذائقة والاهتمام بتوفير سبل الاستجمام والاستمتاع في كل مواقع المهرجان للمواطن والعائلة الأردنية، معلناً عن تطبيق إلكتروني خاص على الهواتف الذكيّة لمعرفة كلّ شيء عن المهرجان وعن تذاكره وحفلاته وكيفية القدوم إليه.
كما أعلن أبو سماقة عن فيلم توضيحي لزيارة المهرجان ومسارحه من أكثر من اتجاه وكيفية الاصطفاف، كما أعلن عن ميزات إضافيّة لحضور حفلات المسرح الجنوبي، عدا مجانيّة الدخول للساحة الرئيسية والمسرح الشمالي وشارع الأعمدة، مضيفاً أنّ الطبقتين الأولى والثانية في المسرح الجنوبي سيكونان للعائلات. وقال إنّ أربع حفلات في المسرح الجنوبي التذكرة الواحدة فيها مخصصة لشخصين وطفلين، منوهاً إلى أنّ مراكز بيع التذاكر ستكون متوفرة في أكثر من مركز بيع، منها شركة جت وكراسي أون لاين والمركز الثقافي الملكي.
وأعلن أبو سماقة أن افتتاح المهرجان سيكون في السادسة من مساء الخميس 20 الجاري في الساحة الرئيسة للمهرجان قرب المسرح الجنوبي، حيث تنطلق فعاليات الدورة الثانية والثلاثين تحت الرعاية الملكية السامية مشتملة على برامج فنيّة وثقافيّة ذات زخم، ركّز خلالها المهرجان على الصناعات والحرف التقليدية وتوسيع عدد الفنانين الأردنيين إلى أكبر قدر ممكن وإشراك عدد منهم في حفلات المسرح الجنوبي مع الفنانين والنجوم العرب.
وتحدث عن الفرق المحليّة والأجنبية والعربية المشاركة في الساحة الرئيسية والمسرح الشمالي، وقال إنّ صفحةً للمهرجان على الفيس بوك تهتم بردود الفعل وتسعى للتواصل مع الجمهور ومتابعة المواطنين.
وقال إنّ حفل الافتتاح يتضمّن، بالإضافة لكلمة رئيس اللجنة العليا للمهرجان عقل بلتاجي ورئيس لجنة بلدية جرش، مغناة «يا بلادي» التي كتبها الشاعر العين حيدر محمود لجرش 2017 ويؤديها الفنانون الأردنيون غادة عباسي ونداء شرارة ويحيى صويص وثمين حداد وهي من ألحان وتوزيع وليد الهشيم وأيمن عبدالله، كما أنّ هناك مشاركةً لموسيقات القوات المسلحة، ومشاركة لفرقة شابات السلط، وقصيدة للشاعر صفوان قديسات، مبيناً أنّ حفل افتتاح المهرجان كلّ عام سيتضمن فقرة شعريّة لشاعر أردني.
وتحدث عن افتتاح معرض المنتجات الريفية لمشاريع إرادة والحرف والصناعات التقليدية، مضيفاً أن برنامج «بشاير جرش» الذي يحتفي بالمواهب الواعدة سيكون مبدعوه الذين تخرجوا منه جزءاً من إدارته، مبيناً أن تركيزاً هذا العام سيكون على الشعر والقصة بوجه خاص.
وركّز أبو سماقة على الشراكة مع القطاع الخاص والروابط الثقافيّة الأردنية، ومنها رابطة الكتاب في برنامج الشعر الذي ينطلق في المسرح الشمالي 23 الجاري بمشاركة شعراء عرب وأجانب، ليستمر في رابطة الكتاب والمركز الثقافي الملكي.
وذكر أن فعاليات ستقام أيضاً في مركز الملك عبدالله الثاني بالزرقاء وجامعة اليرموك كتوسيع مدروس لفعاليات المهرجان.