معلومات طبية يتم تداولها على ‘‘الواتس اب‘‘ دون التحقق من مصادرها

صنارة نيوز - 2016-10-16 07:28:10

عمان- تتناثر معلومات طبية واخرى مرتبطة بالصحة النفسية كسرعة البرق على تطبيق الواتس اب كوسيلة لنشر المعلومة، حيث يتم “تشجيع” مستلم الرسالة على تطبيقها بحذافيرها للحصول على أفضل النتائج!
وبغض النظر عن صحة تلك المعلومات أو مدى مصداقيتها، يلجأ الكثيرين إلى إعادة استخدام تلك الرسائل، وكأنها من مصادر موثوق بها!
رسائل تتضمن وصفات طبية لمرضى السكري والضغط، وأخرى خلطات تعالج الديسك وتساقط الشعر وغيرها الكثير من الرسائل التي تتناول العديد من النصائح الطبية والنفسية التي تلاقي رواجا كبيرا عند متلقي الرسائل بدليل إعادة إرسالها إلى غيرهم لتعم الفائدة بحسب اعتقادهم.
اختيار المعلومة التي تصيب اهتمام المتلقي هو سر سرعة انتشار هذه المعلومة، وفق الأربعيني علي ذوقان، خصوصا تلك التي تتعلق بمرضى السكري، الضغط 
والكوليسترول، سيما في ظل ارتفاع نسبة المصابين في هذه الأمراض في الأردن.
ويقول “لا يمكن أن يخلو بيت أو عائلة من مصاب بأحد هذه الأمراض”، فما أن تصل الرسالة حتى يبدأ الجميع بإعادة إرسالها للمعارف من منطلق “المعزة وفعل الخير”.
وتزداد خطورة المعلومات الطبية التي تتناولها هذه الرسائل التي رصدتها الغد، بتناولها لوصفات طبية كبعضها الذي تناول فوائد خلطة معينة على سبيل المثال لمرضى الديسك وعلاج خشونة العظام وآلام المفاصل، وخلطات اخرى تعالج كالسحر من فقر الدم ونقص الحديد أو هشاشة العظام وغيره، وفي رسالة أخرى عن علاج كسل الغدة الدرقية عن طريق خلطة سريعة، كل ذلك دون إسناد هذه المعلومات لأي مصدر متخصص ومعتمد وفقط الإكتفاء بعبارة “جرب الليلة ولن تخسر شيء”.
وتتنوع أشكال الرسائل بين صور لهذه الخلطات الطبية وفيديوهات تبين كيفية إعداد هذه الخلطات. عايشة عطية أيضا لفتها الكم الهائل من الرسائل والصور والفيديوهات الطبية التي تصلها خلال اليوم، خصوصا وان لديها قائمة أسماء كبيرة ممن يستخدمون هذا التطبيق.
وأكثر ما أثار استغراب عطية هي حساسية المعلومات التي تتناولها تلك الرسائل خصوصا تلك التي تعطي وصفات لتجربتها دون حتى أن تستند إلى مصدر طبي أو علمي يؤيد تلك المعلومات.
ومن الرسائل التي استوقفت خالد تركي رسالة تحمل عنوان كيف تنجو من نوبة قلبية وأنت وحدك؟ وذلك من خلال بعض الخطوات التي يجب أن يقوم بها الشخص عندما يشعر بأنه سيصاب بجلطة. وفي رساله أخرى تخلص من جميع الأوجاع والأوساخ التي بالجسم بدقائق.
استشاري الطب العام الدكتور مخلص مزاهرة بدوره يؤكد على ضرورة استشارة الطبيب بشأن هذه المعلومات قبل أن يتخذ قارئها أي قرار بشأنها، لافتا إلى عدم جواز اتخاذ أي قرار علاجي على ضوء القراءة فحسب.
وأضاف أن كل ما يرد في الواتس اب هو مجرد معلومات لايوجد أي دليل طبي على صحتها ولابد من الاستناد إلى مصدر موثوق ومعتمد للتأكد منها، مبينا أن الطبيب الذي يدرس سنوات طويلة في الطب لايمكن له أن يصرف العلاج دون إجراء فحوصات طبية شاملة للمريض فكيف بهذه المعلومات.
ويشدد مزاهرة على أن الانصياع وراء هذه المعلومات وتطبيقها يؤخر من حالة المريض الصحية وقد تتسبب بتدمير صحته في بعض الحالات.
ويقدر عدد مستخدمي الإنترنت في الأردن بحوالي 5.6 مليون مستخدم بنسبة انتشار تصل الى 73 %، فيما تقدر نسبة انتشار الهواتف الذكية الى 65 % من إجمالي عدد مشتركي الخلوي في المملكة والمقدر بحوالي 11 مليون اشتراك.
من جهته يبين رئيس قسم الإعلام في جامعة البتراء الدكتور تيسير أبوعرجة أن الفضاء المفتوح يوفر سرعة الإنتشار والمخاطر معا، الأمر الذي يجعل هناك ثمنا يدفعه المجتمع للتكنولوجيا الجديدة التي تحمل كل أنواع المعلومات بغض النظر عن مدى صدقيتها وموثوقيتها.
ويردف أن هذا الأمر يرتب مسؤولية على متلقي الرسالة وعليه أن يعرف أن أي معلومة تصله لابد من أن تكون مرتبطة بمصدر موثوق كنتائج لبحث علمي، دراسات طبية أو علمية، مصدر علمي موثوق، أسم طبيب أو عالم في مجاله معروف، اسم جامعه أو نتائج بحث.
ويقول ابو عرجة ان “الكلام المنثور في الهواء غير مشروع”، مبينا أن الإنسان بطبعه يقرأ، خصوصا عندما تكون المعلومة جديدة ولافتة أو تتعلق بموضوع يحوز على اهتمام مجتمعي كبير، وهنا تؤدي هذه الاجتهادات إلى الاقناع.
ويجد أبوعرجة أن صلابة المتلقي وعقله في عدم الاعتماد على هذه المعلومات هي المحور الرئيسي في عدم التأثر بهذه المعلومات، مؤكدا أنه من الناحية الإعلامية لايوجد هناك أي مجال لمنع تدفق الرسائل.
ويتابع كل يوم في هذا الفضاء المفتوح هنالك ما هو جديد والرسائل تتطور والمستخدمون الآن اختلفوا وزاد عددهم، فالمستخدمون أصبحوا بأعداد كبيرة وأعمار مختلفة، مشددا على أن العمل يكون في التحصين العقلي والثقافي للمتلقي، كيف يتلقى؟ ماذا يتلقى؟ وكيف يحكم على ما يتلقى؟