طوقان: المشروع النووي بسيادة أردنية كاملة

عمان- قال رئيس هيئة الطاقة الذرية، الدكتور خالد طوقان، إن الهيئة، وبالتعاون مع شركة الكهرباء النووية، تدرس التوجه خلال العقد المقبل إلى المفاعلات النموذجية الصغيرة بطاقة إنتاجية ما بين 100 إلى 400 ميغاواط، لسهولة دمجها في شبكة الكهرباء الوطنية في المرحلة الثانية من مشروع توليد الكهرباء بالطاقة النووية.
وأكد طوقان، في مقابلة خاصة مع "الغد"، أن المشروع النووي بكل محاوره يعد مصدر طاقة محليا بسيادة كاملة للأردن في كل مكوناته من حيث مصادر اليورانيوم المحلية أو من حيث الكوارد الاردنية المؤهلة التي تديره، مشددا على اصرار الاردن على الاحتفاظ بكامل حقوقه فيما يخص التخصيب المستقبلي لليورانيوم، ودورة الوقود النووي التي نصت عليها الاتفاقيات الدولية كافة، التي وقعت عليها المملكة في هذا الخصوص.
وبخصوص معارضة المشروع، اشار طوقان إلى تزايد الوعي المجتمعي تجاه أهمية مشروع وطني من هذا النوع، مستندا  للدراسة التي اجراها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية والتي أظهرت موافقة نحو 72 % من المستجيبين للدراسة على برنامج وبناء محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية في الأردن، كما وافق  71 % من مستجيبي عينة قادة الرأي المشمولين في الدراسة نفسها على بناء هذه المحطة.
وقال طوقان ان البرنامج النووي مستمر في احراز التقدم على مختلف المحاور التي يتضمنها سواء من حيث المفاعل البحثي أو مشروع تعدين خامات اليورانيوم، أو مشروع محطة الكهرباء النووية، علماً بأن موازنة الهيئة السنوية لا تتجاوز 12 مليون دينار منها 9 ملايين دينار نفقات رأسمالية، و3 ملايين دينار نفقات جارية.
وفي خصوص المفاعل البحثي، قال طوقان ان افتتاح المفاعل البحثي رسميا سيكون في الاسبوع الأول من شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل؛ حيث ان تجارب تشغيل المفاعل تمر الآن في المراحل النهائية من تجارب التشغيل الساخن والمخطط لها ان تنتهي بنهاية الشهر الحالي.
وأكد طوقان ان كل النتائج تشير إلى النجاح في بناء هذا المفاعل، وان نتائج التجارب أثبتت تحقيق المواصفات التي تم تصميم المفاعل من أجلها، مبينا ان المفاعل وصل إلى  أقصى طاقة له قبل نحو اسبوعين؛ إذ وصلت هذه الطاقة إلى 5 ميغاواط، كما ان معامل القوة التفاعلية لقوة المفاعل كانت سالبة، وهذا دليل على استقرار المفاعل باعتبار ذلك أحد متطلبات الأمان الرئيسية.
وأضاف أن الهيئة ستقدم إلى هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن خلال الشهر المقبل تقرير التشغيل الساخن للمفاعل البحثي، والتي ستقوم بدورها وبالاستعانة بالخبرات الدولية بتدقيق هذا التقرير تمهيدا لإصدار رخصة تشغيل هذا المفاعل.
واكد طوقان في هذا الخصوص ان هيئة تنظيم  قطاع الطاقة والمعادن، وبالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية، ودار خبرة دولية كانت تتابع نتائج التشغيل أولا بأول وتخلل هذه الفترة 12 نقطة توقف لمراجعة نتائج الإختبارات في كل مرحلة قبل الانتقال إلى المرحلة التي تليها.
أما فيما يتعلق بمركز السنكروترون (سيزامي SESAME)، قال طوقان انه تم الانتهاء من تركيب حلقة المغانط المتطورة جدا، وانابيب الخط (حلقة التخزين) بشكل كامل وسيتم افتتاحه رسميا برعاية ملكية منتصف أيار (مايو) المقبل بمشاركة شخصيات دولية من بينها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومدير عام منظمة اليونيسكو ومدير عام مختبر "سيرن" ومفوض العلوم في السوق الأوروبية المشتركة، مبينا ان كل النتائج تشير إلى تحقيق متطلبات التسخين تمهيدا لاستخراج حزمة ضوء السنكروترون مطلع العام المقبل.
وأوضح طوقان أن هذا الضوء يستخدم في تطبيقات عدة منها علوم المواد، وعلوم الآثار والفيزياء والأحياء، وتحديد تركيب البلورات على مستوى جزيئي والتقاط الصور على مستوى ذري.
وبخصوص محور مشروع تعدين اليورانيوم، أكد طوقان ان كوادر شركة تعدين اليورانيوم الأردنية نجحت باستخلاص الكعكة الصفراء بنسبة نقاء تصل إلى 90 %، وان العمل الميداني ما يزال جاريا لاستخلاص المزيد من الكميات، والتحضير للانتقال من العمل المخبري إلى العمل الميداني على مستوى انتاج نصف كيلو غرام قبل نهاية العام الحالي، مبينا ان هذا احد المتطلبات الرئيسية لاجراء دراسة (الجدوى). 
وقال طوقان انه تم خلال شهر نيسان (ابريل) الماضي نشر تقرير (جورك) الخاص بكميات اليورانيوم في اراضي وسط المملكة، الذي اعده فريق من الخبراء المعتمدين دوليا وحسب الأسس المعتمده عالمياً، والذي اثبت وجود 39.200 الف طن من خام الكعكة الصفراء منها 8 آلاف طن تم تبويبها كمصادر مؤشرة، و 31.200 الف طن تم تبويبها كمصادر مستنبطة وهي درجات تصنيف لليورانيوم حسب تدرج الموثوقية، وهي ايضا متطلبات للدراسات البنكية.
واشار أن تغير الارقام المعلنة بخصوص خامات اليورانيوم من وقت لاخر يدل على زيادة الكميات وزيادة الدرجة في موثوقيتها مع استمرار العمل في الموقع وليس تضاربا في نتائجها.
كما يجري العمل حاليا التحضير لاستخراج 2 طن من الكعكة الصفراء خلال العام المقبل في منطقة وسط الأردن، مؤكدا ان كل الاعمال في مجال اليورانيوم تتم بعقول وسواعد أردنية من كوادر الشركة الاردنية لتعدين اليورانيوم، وان حق الاختراع وملكية المصدر ستؤول بالكامل للهيئة، وهذه الثروة الوطنية من اليورانيوم ستشكل مخزوناً استراتيجياً لتزويد الوقود النووي لمحطات الطاقة النووية الاردنية لقرن كامل، الامر الذي سيحقق وفراً مالياً هائلاً على خزينة الدولة للعقود المقبلة.
أما بالنسبة لمحور محطة الطاقة الكهربائية، قال طوقان إنه من المتوقع ان يشكل انتاجها من الكهرباء عند تشغيلها بالكامل العام 2025 نحو 40 % من الحمل الكهربائي في ذلك الوقت وبسعر كهرباء ثابت لمدة 60 عاما بسيادة كاملة للأردن، موضحا ان المحطة تتألف من 3 أجراء هي الجزيرة النووية، والتوربينات، والأنظمة الكهربائي.
وبين انه وضمن الاتفاق مع الطرف الروسي يتم التفاوض حاليا مع جهات دولية مزودة للتوربينات والانظمة الكهربائية من ألمانيا والتشيك واليابان والصين، لتزويد التكنولوجيا والتمويل للمفاعل.
وقال ان شركة الكهرباء النووية طرحت عطاءات دراسات سوق الكهرباء ودراسات الشبكة الكهربائية وعطاء المستشار الذي سيساعد شركة الكهرباء النووية في تحضير العقد الهندسي للمشروع، مؤكدا ان الشركة استلمت من هيئة الطاقة الذرية مسؤولية مشروع المحطة النووية بالكامل.