صديق للأردن على رأس الأمم المتحدة
صنارة نيوز - 2016-10-08 05:31:41فهد الخيطان
يستطيع العشرات من المواطنين الأردنيين أن يدّعوا صادقين، بأنهم يعرفون الأمين العام الجديد للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس. ومثلهم الآلاف من اللاجئين السوريين والعراقيين في الأردن.
أما على المستوى الرسمي، فقد نسج غوتيرس علاقات وثيقة مع معظم المسؤولين الأردنيين في الديوان الملكي والحكومة ووزارة الخارجية.
تولى غوتيرس منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين العام 2005. وفي أواخر العام 2006، انخرط في علاقة تشاركية مع الأردن ودول الجوار على خلفية أزمة اللاجئين العراقيين المتصاعدة. وخلال تلك الفترة، زار غوتيرس الأردن عدة مرات.
لكن علاقة الأردن مع المفوض الأممي اتخذت مسارا جديدا وحافلا، مع تفجر أزمة اللاجئين السوريين، ونزوح مئات الآلاف منهم إلى الأردن.
ابتداء من العام 2012 وحتى قبل أشهر قليلة، زار غوتيرس الأردن عشرات المرات. في كل زيارة تقريبا، كان يجتمع بجلالة الملك ووزير الخارجية ناصر جودة، كما التقى رئيس الوزراء والوزراء المختصين عدة مرات.
تجوّل في مخيم الزعتري كثيرا، وافتتح مخيمات جديدة، واجتمع بمواطنين أردنيين بادروا إلى تقديم المساعدة للاجئين السوريين، واستمع لروايات الفارين من جحيم الموت في سورية.
لم يكن غوتيرس دبلوماسيا يؤدي عمله فحسب، بل رجلا يتمتع بحس إنساني عفوي، يظهر على ملامحه وهو يحاور اللاجئين ويستمع لقصصهم في "الزعتري".
وفي تصريحاته الصحفية عقب كل زيارة أو جولة، كان غوتيرس منصفا لدور الأردن أكثر من أي مسؤول دولي. في إحدى الزيارات، قال إن الأردن أكثر دولة في العالم تقوم بواجبها تجاه الأمن والسلام العالميين.
على الجانب الأردني، لم يكن أحد من المسؤولين يحتاج لبذل أي جهد لإقناع غوتيرس بأحقية الأردن بالدعم الدولي لتحمل أعباء اللجوء؛ فلطالما كان سباقا في الترويج لكرم الأردنيين، والاعتراف بتقصير المجتمع الدولي في مجال المساعدة.
وفي أكثر من مناسبة، أكد غوتيرس أن الأردن يقدم للاجئين أكثر مما تنص عليه المواثيق الدولية، لا بل وأكثر من الدول الموقعة على بعض المواثيق التي لم يوقع عليها الأردن.
وبحدود صلاحياته المالية، كان غوتيرس سخيا مع الأردن، واجتهد في مناسبات عديدة لتأمين مساعدات إضافية للأردن، خاصة في مجال البنية التحتية، وتحسين المرافق العامة التي تقدم الخدمة للمواطنين واللاجئين.
قبل تولي منصبه الأممي، كان "الاشتراكي اليساري" رئيسا لوزراء البرتغال. وحسب سيرته العملية، يعد غوتيرس شخصية سياسة محترفة، وسيعمل من خلال منصبه الجديد على رأس المنظمة الدولية، لاستعادة الدور السياسي للأمم المتحدة ولمنصب الأمين العام الذي تراجع في عهد بان كي مون.
سنوات عمله الطويلة في المنطقة ستجعل منه أكثر الأمناء العامين تفهما لقضايا الشرق الوسط، وأكثرهم حرصا على التوصل لحلول سياسية لأزماته، باعتبارها الوسيلة الوحيدة لإنهاء معاناة اللاجئين، مثلما صرح مرات عديدة.
بالنسبة للأردن، يمكن القول وباعتزاز، إن لنا صديقا حميماً على رأس الأمم المتحدة؛ يتفهم احتياجاتنا، ولن يتوانى عن مساعدتنا في ملف اللاجئين خصوصا.