الدعاية الشخصية تتسيّد المشهد الانتخابي.. والشعارات تطغى على البرامج

صنارة نيوز - 2016-09-03 07:26:32

عمان - مع اقتراب ساعة الحسم في الانتخابات النيابية، المقرر الاقتراع فيها يوم 20 الحالي، تشتد المنافسة بين القوائم الانتخابية والمرشحين، على احتلال المشهد في الشوارع والميادين العامة واسطح البنايات والجسور، ضمن الحملات الدعائية لهؤلاء المرشحين، فيما بدا واضحا اصرار اغلب المرشحين على التركيز على الدعاية الفردية بصورة رئيسية للمرشح، وعلى حساب الدعاية الجماعية للقائمة. 
كذلك، يسجل مراقبون أن عددا كبيرا من المرشحين، قوائم وأفرادا، اكتفوا بحملاتهم الانتخابية برفع شعارت مقتضبة، فيما غابت البرامج الانتخابية الحقيقية، ومن دون غوص بتفاصيل ما يطرحه المرشحون عبر يافطاتهم من شعارات مقتضبة، ما دفع كتابا ومراقبين وناشطين ومواقع تواصل اجتماعي لانتقاد غياب البرامج الانتخابية، عن حملات سواد القوائم الانتخابية، واكتفاء هذه الاغلبية بشعارات "رنانة وغير واقعية".
وتطغى الصور الفردية الشخصية للمرشحين، على اليافطات والملصقات الانتخابية، التي باتت شوارع وميادين عمان تملتئ بها، وسط تزاحم واضح بين المرشحين على حجز "المواقع الاستراتيجية"، وتحديدا اماكن الزحمات والازمات المرورية الخانقة بعمان، كشوارع المدينة المنورة ومكة المكرمة والجامعة والشهيد والاستقلال، وايضا الميادين (الدواوير) الرئيسية بالعاصمة، كالداخلية والمدينة وسلسلة دواوير جبل عمان، باستثناء الدوار الرابع، الذي بات محتكرا ليافطات وحملة الهيئة المستقلة للانتخابات التوعوية.
ويعيد محللون ظاهرة الدعاية الفردية والتركيز على الصور الشخصية للمرشحين الى تأثيرات مرحلة "الصوت الواحد" الذي بقي معتمدا في الانتخابات النيابية منذ العام 1993، واجريت وفقه ست دورات انتخابات نيابية، ما رسخ حالة النزوع للعمل الفردي بالانتخابات. 
وينتقد سياسيون غياب البرامج الواقعية عن الدعاية الانتخابية للقوائم، باستثناء قوائم محدودة، وضعت برامج عمل واليات خاصة بالتطبيق والتنفيذ، وشمّرت عن ذراعها وقالت إنها مستعدة للحساب، فيما بدا ان الحملات الانتخابية للعدد الاكبر من المرشحين والقوائم ركزت على الصور الشخصية والشعارات المقتضبة، التي تلامس بعض القضايا والهموم الحيوية دون تقديم مقاربات حقيقية لمعالجتها.  
ويرى مراقبون وناشطون أن الناخب، بحاجة لمعرفة كيف يفكر مرشحه بالأردن الحديث، وهل تؤمن هذه القائمة بالعدالة الاجتماعية والحريات والتقدم والمساواة؟ وان كانت قائمة اخرى تؤمن بضرورة الحفاظ على الموجود حاليا، والاكتفاء به، على اعتبار ان البلاد تعيش في إقليم ملتهب ومتلاطم الأمواج، ويفرض تحديات مصيرية على المملكة؟.
الرصد العام للحملات الانتخابية في عمان وغيرها من دوائر ومحافظات، يشير الى اكتفاء العديد من المرشحين بطرح شعارات "محاربة الفساد والإفساد"، والعمل على حل مشاكل الفقر والبطالة وتردي الاوضاع المعيشية للمواطن، والسعي لحل مشاكل الطاقة والتعليم والمواصلات والنقل، لكن العديد من المرشحين والقوائم لم تقدم رؤيتها وبرنامجها لكيفية معالجة مثل هذه القضايا. 
يعلق ناشط سياسي، ومرشح حالي للانتخابات، على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" على هذه الظاهرة بالقول: أن الناخب "اكتفى من رفع شعارات محاربة الفقر والبطالة.. ويريد ان يسمع عن كيفية محاربة تلك الآفات، وكيفية تحقيق المساواة والعدالة وتمكين المرأة والشباب"، وهو يخلص الى ان "مواصلة عدم احترام عقل الناخب.. ستكون له نتائج وخيمة في صناديق الاقتراع".
يقول كاتب سياسي، أن الأردن يعاني أزمات اقتصادية، أبرزها ارتفاع فاتورة الدين، وأخرى سياسية واجتماعية وديمغرافية ومياه وزراعة وفقر وبطالة، وتعليم وصحة وطاقة ونقل، إضافة إلى معاناته من مراوحة قطار الإصلاح مكانه، وغياب المساءلة، واستشراء ظاهرة الواسطة والمحسوبية، وخطر الإرهاب ومعضلة الأمن. وهو ينطلق من كل ذلك للقول أن تشخيص الأزمة "لا يعني حلها"، ويذهب للقول انه "يجب أن يقدم كل من يريد أن يجلس في العبدلي رؤيته لحل تلك المشاكل وتقديم رؤى عملية".
الراهن، ان شوارع المملكة وميادينها تزدحم اليوم بعشرات الاف الصور الشخصية والبوسترات والملصقات واليافطات الانتخابية لاكثر من 1200 مرشح ونحو 300 قائمة انتخابية، يحاولون خطب ود اكثر من 4 ملايين ناخب وناخبة، الا ان هذا الكم الكبير من الصور والالوان "الانتخابية" تغيب عن اغلبه البرامج الانتخابية الحقيقية والشاملة.