إصابة متظاهرين ومتضامنين أجانب بأسلحة الاحتلال بالضفة
صنارة نيوز - 2016-04-30 08:21:21
القدس المحتلة - هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس، مسيرات الضفة الفلسطينية المحتلة، التي تنطلق أسبوعيا في عدة بلدات دون انقطاع وعلى مدى السنوات الأخيرة، وأسفرت المواجهات عن إصابة المئات بحالات الاختناق الشديد، وعدد من الإصابات بجروح.
وأصيب بعد ظهر أمس، العشرات من المتظاهرين والمتضامنين الأجانب بالاختناق الشديد إثر استنشاقهم الغاز السام، خلال قمع الاحتلال لمسيرة قرية بلعين الأسبوعية الرافضة للاحتلال وجدار الفصل والتوسع العنصري. إذ أمطرت قوات الاحتلال المتظاهرين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز السام، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من حالات الاختناق الشديد في صفوف المتظاهرين العُزّل. كما تسببت القنابل الغازية والصوتية بحرق عشرات أشجار الزيتون والتي تعود ملكيتها للمزارع رشيد محمد أبو رحمة.
وسبق ذلك أن انطلقت المسيرة من مركز القرية وبمشاركة الأهالي والنشطاء الدوليين والإسرائيليين الذين يرفضون الاحتلال بكافة أشكاله. وقد رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورايات دولة جنوب افريقيا الصديقة، التي احتفلت بيوم الحرية في السابع والعشرين من الشهر الحالي، في كل عام بعد سقوط نظام التمييز العنصري "الأبرتهايد" في العام 1994.
وقمعت قوات الاحتلال أمس، مسيرة قرية نعلين الأسبوعية الشعبية المناوئة للاستيطان والجدار العنصري. وذكرت مصادر محلية، أن جنود الاحتلال أطلقوا قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع ما أدى إلى وقوع إصابات بالاختناق في صفوف المشاركين.
وكانت المسيرة قد انطلقت عقب صلاة الجمعة، باتجاه موقع إقامة الجدار العنصري على أراضي القرية، رافعين الأعلام الفلسطينية، وعلم جنوب أفريقيا.
وأصيب ثلاثة شبان بجروح مختلفة والعشرات بحالات اختناق جراء قمع قوات الاحتلال لمسيرة كفر قدوم الشعبية الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 14 عاما. وأفاد الناطق الإعلامي في إقليم قلقيلية منسق المقاومة الشعبية في البلدة مراد شتيوي، أن جنود الاحتلال، داهموا القرية مطلقين الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى إصابة شابين بأعيرة "مطاطية" في الظهر والبطن، فيما أصيب شاب ثالث بحروق جراء ارتطام قنبلة غاز بيده وعولجت جميع الإصابات ميدانيا.
وكان المئات من أبناء القرية قد شاركوا في المسيرة رافعين الأعلام الفلسطينية وعلم دولة جنوب إفريقيا، مرددين الهتافات الوطنية الداعية لإنهاء الاحتلال. وقال شتيوي: "إن المقاومة السلمية ستحقق أهدافها بإنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال لشعبنا أسوة بنا حدث في الهند وجنوب إفريقيا".
وفي قطاع غزة، فتحت قوات الاحتلال أمس لليوم الثاني على التوالي، نيران أسلحتها الرشاشة صوب مزارعين ومواطنين ورعاة إغنام شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
إلى ذلك، أكدت القيادة الفلسطينية أمس، أن الرفض الإسرائيلي للمبادرة الفرنسية هو رفض لحل الصراع، فقد قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات، إن هذا الرفض يُعد تأكيدا جديدا على مواصلة الجرائم والانتهاكات المنظمة لحقوق الشعب.
وقالت الحكومة الفلسطينية في بيان لها، إن هذا برهان واضح للموقف الاسرائيلي الرافض لحل الدولتين.
وقال عريقات إن الرفض الإسرائيلي للمبادرة الفرنسية يأتي بعد ساعات قليلة من تأكيدات المسؤولين الإسرائيليين وإبلاغهم الجانب الفلسطيني بقرار حكومة الاحتلال مواصلة انتهاك التزاماتها بموجب الاتفاقات الموقعة، بما في ذلك الاقتحامات العسكرية اليومية لمناطق دولة فلسطين.
وشدّد على أن هذا الرفض يعتبر تأكيدا جديدا على مواصلة الجرائم والانتهاكات المنظمة لحقوق الشعب. وقال، إن دعوة حكومة الاحتلال للمفاوضات الثنائية ليست دعوة لتحقيق حل الدولتين، بل محاولة لإضفاء الشرعية على مشروعها الاستيطاني الاستعماري وفرض نظام "الأبرتهايد". ودعا عريقات الحكومة الفرنسية وأعضاء المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات فورية من أجل إعطاء فرصة للسلام، ودعم عقد مؤتمر دولي للسلام.
وأضاف عريقات قائلا، "نجدد مطالبتنا للعالم باتخاذ إجراءات ملموسة من أجل إنقاذ حل الدولتين، والاعتراف المستحق بدولة فلسطين، وحظر منتجات المستوطنات، ومقاطعة الشركات التي تنفع الاحتلال الإسرائيلي ومساءلة ومحاسبة حكومة الاحتلال على الانتهاكات المستمرة والممنهجة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".
واصدرت الحكومة الفلسطينية على لسان المتحدث باسمها، بيانا قالت فيه، ان رفض اسرائيل للمبادرة الفرنسية برهان واضح على تجديد تل ابيب موقفها الرافض لعملية السلام وإصرارها على سياسة تدمير حل الدولتين بما يعنيه من تحد سافر للإرادة الدولية.
ودعت الحكومة فرنسا والدول الأوروبية التي لم تعترف بدولة فلسطين إلى المسارعة بإعلان اعترافها ودعمها للجهود الفلسطينية التي تهدف الى إنهاء الاحتلال الاسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
وحذرت الحكومة الفلسطينية من أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي يعني استمرار العدوان والعنف في المنطقة داعيا المجتمع الدولي إلى الخروج عن صمته إزاء عدوان الاحتلال على الشعب الفلسطيني وعلى القرارات الدولية. وشددت على أن صمت المجتمع الدولي هو الذي يشجع الاحتلال الإسرائيلي على استمرار العدوان.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد رفضت رسميا يوم الخميس المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام، مستبقة بذلك اجتماع وزراء خارجية الدول المعنية بهذه المبادرة المقرر في نهاية الشهر المقبل أيار (مايو).