الدوري الإنجليزي يواجه مستقبلا "غامضا"
صنارة نيوز - 2016-03-19 12:59:33لندن - يواجه الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم مستقبلا غامضا جراء امكانية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكسيت" بعد الاستفتاء المقرر في 23 حزيران (يونيو) المقبل.
وسيكون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تأثير ايجابي بالنسبة للبعض، اذ ستفتح أبوابها عالميا بشكل كامل، وتقلص المنافسة بين اللاعبين المحليين ونظرائهم الأوروبيين القادمين باسعار رخيصة.
اما بالنسبة لآخرين، فستصبح الأندية الانجليزية اقل جاذبية للاعبين النجوم من اوروبا، ما سيضعف الدوري ويعرض عقوده التجارية الوفيرة للخطر، وحذرت كارين برايدي نائبة رئيس وست هام العام الماضي: "سيكون لقطع انفسنا عن أوروبا عواقب وخيمة".
وتتعلق مخاوفها بقوانين حرية الحركة التي تسمح راهنا للأندية الانجليزية بالتعاقد مع لاعبين من الاتحاد الأوروبي من دون الحاجة لتوفير تصاريح عمل.
اما اللاعبون من خارج الاتحاد الاوروبي، فيتعين عليهم تلبية معايير بشأن عدد مبارياتهم الدولية وتصنيف منتخباتهم الوطنية، بغية الحصول على تأشيرات دخول ولو انه يمكن منح بعض الاعفاءات.
واظهرت دراسة نشرتها صحيفة "غارديان" في ايلول (سبتمبر) الماضي أن ثلثي لاعبي البريمير ليغ القادمين الاتحاد الأوروبي لا تتوافر فيهم هذه المعايير.
ومن بينهم رباعي مانشستر يونايتد الاسبانيان دافيد دي خيا وخوان ماتا والفرنسيان مورغان شنايدرلان وانتوني مارسيال ومدافعا تشلسي الفرنسي كورت زوما والاسباني سيزار اسبيليكويتا.
وبحال تقليص عدد النجوم، ستتراجع شعبية الدوري عالميا، وبالتالي سيخسر امام منافسيه من البطولات الأوروبية الكبرى على غرار البوندسليغا الالمانية والليغا الاسبانية.
لم تتخذ رابطة الدوري موقفا علنيا من الاستفتاء، لكن ريتشارد سكودامور نائب الرئيس التنفيذي قال في خطاب في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي: "اعتقد اننا، في المملكة المتحدة، يجب ان نكون في أوروبا من منظور تجاري".
الاتحاد الانجليزي بدوره رفض التعليق، لكن بوصفه الوصي على الكرة الانجليزية، تبدو الاستفادة من الخروج الأوروبي اكثر من تدويل البريمير ليغ.
ستجد الأندية آنذاك صعوبة بضم اللاعبين الأوروبيين، ما سيفتح الطريق امام اللاعبين المحليين بحمل ألوان أندية الدرجة الممتازة.
يصمم الاتحاد الانجليزي على ايقاف نزيف اللاعبين المحليين في أندية البريمير ليغ، وقد ادخل قواعد تشدد اجراءات طلب التأشيرات للاعبين من خارج الاتحاد الأوروبي.
يعتقد واين هارلينغ، عضو حزب الاستقلال في المملكة المتحدة، ان الخروج من أوروبا "بريكسيت" سيعبد طريق تطوير اللاعبين المحليين، على غرار مهاجم مانشستر يونايتد اليافع ماركوس راشفورد.
وقال هارلينغ لوكالة "فرانس برس": "يلعب راشفورد فقط بسبب ازمة اصابات، لكن مشكلة تواجد كثيرين من الاتحاد الأوروبي في البريمير ليغ تحرم امثاله الحصول على فرصة اللعب".
وتابع: "الاكاديميات غير قادرة على منح اللاعبين عقودا كاملة لان استقدام لاعب جاهز من الخارج ارخص لهم".
وفي وقت تردد اللاعبون البريطانيون تقليديا باللعب خارج بريطانيا، سيكون أصعب على اللاعبين المحليين، على غرار الويلزي غاريث بايل المنتقل من توتنهام الى ريال مدريد العام 2013، بالانتقال إلى القارة.
بحال تحرره من شرط التمييز بين لاعبي الاتحاد الاوروبي واخرين من خارجه، قد يصبح الدوري الانجليزي عالميا بحق، في ظل التعاقد مع نجوم من اميركا الجنوبية وافريقيا واسيا بدلا من لاعبين فرنسيين أو بلجيكيين.
فعدد كبير من نجوم البريمير ليغ حاليا هم من غير الأوروبيين، على غرار الارجنتيني سيرخيو اغويرو هداف مانشستر سيتي، أو الجزائري رياض محرز صانع العاب ليستر سيتي المتصدر.
يرى البعض ان مسؤولي اللعبة سيدفعون الحكومة على الارجح للتخفيف من تأثير "بريكسيت".
قال دانيال لوين احد الشركاء لدى قانونيي "كوشمانز" الرائدة في الرياضة لوكالة فرانس برس: "ارى تحولا في قوانين تصريح العمل بحال الانفصال عن الاتحاد الاوروبي، لان الحكومة راغبة بالحفاظ على قدرة الأندية بالتوقيع مع افضل المواهب الأوروبية".
وتابع: "قد يكون ذلك من خلال تمييع قوانين تصريح العمل عموما، او من خلال استثناءات محددة لقواعد هجرة اللاعبين الموهوبين". -(أ ف ب)