استشهاد شابين فلسطينيين وإصابة مستوطن في الضفة الغربية

صنارة نيوز - 2016-03-03 10:28:38

عمان- استشهد شابان فلسطينيان، أمس، بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي بزعم تنفيذهما عملية طعن ضد مستوطن في مدينة نابلس، بالضفة الغربية المحتلة، فيما تجددت المواجهات العنيفة في عموم الأراضي المحتلة، مما أسفر عن وقوع إصابات واعتقالات بين صفوف المواطنين الفلسطينيين.
بينما أدى اقتحام المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك، تحت حماية قوات الاحتلال، وتصدي حراس المسجد والمصلين لعدوانهم، إلى توتر الأجواء في القدس المحتلة، التي ما تزال، منذ اليوم الفائت، تعيش أجواء الإضراب العام وحداد السواد على شهداء الوطن المحتل.
من جانبها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن "الشهيدين لبيب خلدون عازم (17 عاماً)، ومحمد هاشم زغلوان (17 عاماً)، من قرية قريوت جنوب نابلس، قد استشهدا، صباح أمس، برصاص قوات الاحتلال بزعم تنفيذهما عملية طعن في مستوطنة "عيليه"، المقاومة على الأراضي الفلسطينية المحتلة".
في المقابل؛ زعمت المواقع الإسرائيلية الالكترونية أن "الجيش الإسرائيلي قتل شابين فلسطينيين إثر اقتحامهما مستوطنة "عيليه" ومهاجمتهما مستوطن (يعمل بوحدة الاحتياط في جيش الاحتلال) بالسكاكين والعصي التي كانا يحملانها، محاولين الدخول إلى منزله، ما أسفر عن إصابة المستوطن بجروح طفيفة".
وأفادت بأن قوات الاحتلال "هرعت إلى المستوطنة بعد تلقيها بلاغ عملية الطعن، حيث لاحقت الشابين وأطلقت النار ضدّهما أثناء محاولتهما الانسحاب من مكان العملية، مما أدى إلى مقتلهما، فيما نقل المستوطن المصاب إلى المشفى لتلقي العلاج".
وكثفّت قوات الاحتلال من إجراءاتها الأمنية في المنطقة، ونصبت الحواجز العسكرية عند مداخلها الرئيسية، ومنعت المواطنين من حركة التنقل في الساعات الأولى من وقوع الحدث.
فيما باشرت عدوانها بشنّ حملة اعتقالات واسعة بين صفوف المواطنين الفلسطينيين في عمومّ الأراضي المحتلة، بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها وتخريب محتوياتها والاعتداء على أصحابها، بذريعة "البحث عن المطلوبين".
وقد اندلعت المواجهات العنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال أثناء اقتحامها لعدة مناطق في الأراضي المحتلة، واعتقال عدد من المواطنين، من بينهم من بلدات "ميثلون" و"قباطيا" و"سريس" و"يعبد" قضاء جنين، بالإضافة إلى آخر من بلدة "زيتا" قضاء نابلس واثنين من قلقيلية.
واعتقل جيش الاحتلال شاباً من بلدة "بيرزيت" قضاء رام الله، وآخر من بلدة "قطنة" قضاء القدس المحتلة، فضلاً عن آخر من منطقة "السواحرة" قرب بيت لحم، وثمانية معتقلين آخرين من الخليل عقب اقتحام المدينة، بالإضافة إلى بلدات "صوريف" و"الجبعة" و"بيت أمر" الواقعة في محيطها.
كما اعتقلت قوات الاحتلال شابين في القدس المحتلة، واقتحمت منازل عدد من الأسرى المحررين في الخليل؛ عرف من بينهم، الأسير محمد عبيد وسعد القواسمي وعبدالكريم القواسمي، فضلاً عن دهم بلدة "بيت ريما" في رام الله ومناطق في بيت لحم والعبث فيها تخريباً.
وفي الأثناء؛ هدمت جرافات الاحتلال العدوانية عدة منشآت مدنية وزراعية فلسطينية، ومنها مدرسة فلسطينية واقعة عند أطراف بلدة بيت فوريك، شرق مدينة نابلس المحتلة.
وأوضح نائب رئيس بلدية بيت فوريك، سامي الزلموط، أن "قوات الاحتلال اقتحمت المكان ونصبت حاجزاً عسكرياً عند مدخله، فيما شرعت آلياتها بعملية تجريف وهدم واسعة طالت المدرسة الوحيدة فيه، فضلاً عن العديد من المنشآت السكنية والزراعية".
وأضاف، في تصريح أمس، إن "قوات الاحتلال هدمت خيماً وبركسات زراعية فلسطينية، وذلك بعد أسبوع من تجريف الأراضي المجاورة وهدم عدد من منشآتها المكونة من الخيام والبركسات".
على صعيد متصل؛ واصل المستوطنون المتطرفون اقتحام المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، تحت حماية قوات الاحتلال، ونفذوا جولاتهم المشبوهة والاستفزازية داخل باحاته.
وتصدى المصلون وحراس المسجد وطلبة مجالس العلم، الذين انتشروا في مرافق المسجد الأقصى وأرجائه، لعدوان المستوطنين بهتافات التكبير الاحتجاجية.
بينما واصلت قوات الاحتلال إجراءاتها المشددة بحق السيدات والشبان، واحتجاز بطاقاتهم الشخصية خلال دخولهم للمسجد الأقصى، في حين منعت أكثر من ستين فلسطينية من دخوله، بسبب مشاركتهن في هتافات التكبير ضد اقتحامات المستوطنين لباحاته.
سياسياً؛ دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد "منظمات الأمم المتحدة المعتمدة لدى السلطة الوطنية الفلسطينية والصليب الأحمر الدولي، وغيره من منظمات حقوق الإنسان، إلى التحقيق في جريمة قوات الاحتلال بمدينة نابلس، والتي راح ضحيتها الشهيدان لبيب عازم ومحمد زغلوان". 
وحمّل خالد، في تصريح أمس، "قوات الاحتلال مسؤولية الجريمة"، داحضاً "الرواية الإسرائيلية حول ظروف استشهاد الشابين، واللذين تم قتلهما بدم بارد وتركا ينزفان في مكان الجريمة حتى فارقا الحياة". 
وأكد ضرورة "وقف جميع أشكال التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال، وإعادة بناء العلاقة معها باعتبارها سلطة احتلال كولونيالي استيطاني وتمييز عنصري".
وطالب "بنقل ملف القتل والإعدامات الميدانية إلى مجلس الأمن الدولي، ودعوته إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ القرارات المناسبة التي تضع حداً للانتهاكات الإسرائيلية ضدّ حقوق الإنسان الفلسطيني، والتي تتم أمام صمت المجتمع الدولي، بالإضافة إلى ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني".