رعى رئيس جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا الأستاذ الدكتور مشهور الرفاعي حفل افتتاح "المؤتمر الوطني لمشروع تيج TEJ المدعوم من برنامج تمبوس الأوروبي"، ويهدف المشروع الذي يعد جزءاً من برنامج بولونيا الذي يأتي ضمن مبادرة جامعة بولونيا إلى إصلاح التعليم العالي وتبادل منح الدراسات الجامعية من خلال التعاون والشراكة مع المؤسسات الأكاديمية في الدول الأعضاء من المجموعة الأوروبية ودول الشرق الأوسط، ودعم الأبحاث العلمية المشتركة. ومناقشة المواضيع المخصصة للتوظيف ، والابتكار، والتسويق ، وحقوق الملكية الفكرية، ونقل التكنولوجيا.
وأشار رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور مشهور الرفاعي، خلال حفل الافتتاح الذي حضره معالي وزير المالية الأسبق الدكتور محمد أبو حمور، وعدد من رؤساء الجامعات الأردنية والمهتمين من قطاع الصناعة، إلى ضرورة تحالف المؤسسات الجامعية في الأردن، وتعزيز العلاقة بين الجامعات والبيئة الاجتماعية والإقتصادية، وزيادة جودة المنتجات، وخلق فرص عمل للطلبة المزودين بالمعارف والمهارات التي تلبي حاجة سوق العمل المحلي والاقليمي والدولي، وهو ما ينسجم مع اهداف المشروع الأوروبي تيجTEJ.
وأطلع رئيس الجامعة الدكتور الرفاعي، الحضور في عرض سريع على تميز وريادة الجامعة في تخصصاتها المطروحة، وابرز الإنجازات التي حققتها على المستوى المحلي والدولي وهو ما يحقق رؤية صاحبة السمو الملكي الأميرة سمية بنت الحسن، رئيس مجلس أمناء الجامعة، في الإنطلاق نحو إمتلاك ناصية التكنولوجيا والمعرفة وتسخيرها في خدمة المجتمع الأردني، سيما وأن الجامعة رائدة في التعاون والتنسيق مع قطاع الأعمال والحاضنة للريادة والإبداع.
ونوه الدكتور الرفاعي إلى أن ربط القطاع الأكاديمي في الجامعات بالقطاع الصناعي لايجاد حلول للمشكلات الصناعية من خلال مشاريع بحثية نوعية يستوجب استحداث مكاتب متخصصة للقيام بهذا الدور، إذ أن القيام بإعداد بحوث علمية نوعية متميزة في جامعتنا يُحتم ضرورة وجود مصادر تمويل لهذ البحوث، ويمكن الإعتماد في ذلك على بعض المصادر، ومنها الاتحاد الاوروبي كما هو الحال في مشروع TEJ ، وصندوق دعم البحث العلمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومخصصات البحوث في موازنات عمادات البحث العلمي في الجامعات، وعلى الرغم من شح هذه المخصصات الأ أنها تبقى ذات قيمة إذا ما استثمرت بشكل جيد وتم التركيز فيها على الأبحاث النوعية التي تلبي الحاجات الوطنية التي يتم تحويلها إلى نماذج أولية لشركات ناشئة.
ومن جانبه عرض معالي وزير المالية الأسبق الدكتور محمد أبو حمور تجربة الشراكة الحقيقية بين قطاع الأعمال والأكاديمي، مشيراً إلى أن أزمة الاقتصاد التي ضربت العالم عام 2008 كان من أبرز أسبابها الإتجار من السلع الحقيقية للإتجار بالمال، واليوم عاد سوق العمل ليتاجر بالسلع ما يعني العودة إلى المنافسة والتركيز على المنتج، كما هو الحال في الجامعات، من خلال التركيز على نوعية الخريج ودور الجامعة في دمج طلبتها بالمجتمع المحلي لتكون ذات مسؤولية اجتماعية وتنموية.
والقى الدكتور أبو حمور الضوء على الخصائص المتوفرة لمواجهة تحديات هذا التعاون، حيث تتمحور حول جذب الاستثمار سيما في المشاريع الصغيرة، والمواءمة بين العرض والطلب (مخرجات التعليم وسوق العمل)، وآلية الصرف من صندوق دعم البحث العلمي النظرية والتطبيقة، متمنياً ديمومة هذا البرنامج الحيوي بعد انتهاء مدته لما له من أثر ايجابي على الجامعات الأردنية وطلبتها وسوق العمل المحلي.
كما أشار الدّكتور أبوحمور إلى أهمّيّة الشراكة بين القطاع الأكاديمي وقطاع بيئة الأعمال والاستثمار، لما لهذه الشراكة دور كبير في المسّاهمة في حل مشكلة البطالة سيما أن الاقتصاد الأردنيّ يعاني حاليًا من معدل البطالة والتي وصلت إلى 9‚13% مبينًا أيضًا إلى أن هذا المعدل يعتبر مرتفع ويحتاج إلى معالجة.
موضحاً أن سوق العمل الأردنيّ يوفر50 ألف فرصة من أصل 100 ألف فرصة عمل تدخل سوق العمل سنويًّا. كما أشار إلى أن الفرصة السكانية والتي ستزيد نسبة الشباب من المكون المجتمعي إلى 70% وهي حاليًا تبلغ 50% وهذا البرنامج سيساعد في خلق فرص عمل من خلال الابتكارات والاختراعات والمبادرات وخاصة في العلوم التطبيقية وقطاع الصناعة خاصة وأن هذا القطاع يوفر حوالي ربع مليون فرصة عمل.
كما قدم الأستاذ الدكتور وليد سلامة، مدير المشروع في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، تعريفاً بمشروع تيج TEJ المدعوم من برامج تمبوس الأوروبي، والذي يفتح آفاق التعاون بين القطاعين الخاص والأكاديمي والذي يقوم على مبدأ الاستفادة من كافة طاقات المجتمع والعمل بشكل جماعي بقدر الإمكان من أجل الابتكار والخروج بمنتج جديد قادر على اختراق الأسواق.
واستعرض الدكتور وليد سلامة محاور التعاون بين القطاعين الخاص والأكاديمي والتي تندرج في (البحث والتطوير، تطوير المناهج وملاءمة حاجات السوق، التعليم المستمر والتوعية، المشاريع الانتاجية المشتركة،المسؤولية الإجتماعية والعمل من أجل التنمية المناطقية، إضافة إلى تبادل الطلبة و الأكاديمين والحوكمة. مشيراً إلى جملة من العوامل المؤثرة في هذا التعاون، كما قدم أهم المعيقات التي تواجه هذا التعاون والتي تتمحور حول مشاكل التمويل والتباين في الثقافة المهنية لدى القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية.منوهاً إلى آليات وطرق إنجاح الشراكة بين القطاعين من خلال تعزيز هذا التعاون وإعادة النظر في عملية الإبتكار.
وتضمن المؤتمر استعراض لتجارب كل من ممثلي الجامعات الأردنية ومؤسسات القطاع الخاص المشاركة في مشروع تيج TEJ وأثرها على الجامعة وأساتذتها وطلبتها، وعنهم(السيد محمد منصور العتوم/ شركة سامسونج المشرق، الدكتور ماهر المحروقي / جنرال موتورز الأردن غرفة الصناعة، الدكتور محمد الجعفري/متنزه الحسن للأعمال، الدكتور قيس الصفاصفة/ جامعة الطفيلة التقنية، الدكتور رائد أبو زعيتر / الجامعة الامريكية في مأدبا، الدكتور علي المقوسي/ جامعة البترا، والدكتور أحمد الخصاونة / الجامعة الهاشمية، والسيدة سيرين الدويري/ منتزه الحسن للأعمال، والدكتور علي الداوود/ جامعة الزيتونة الأردنية، الدكتور أحمد العودات /جامعة اربد الأهلية، الدكتور عبد الرحيم أبو البصل جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، والدكتور محمد العبادي/ جامعة مؤتة، السيدة بثينة الشرع/ وزارة التعليم العالي، والدكتور جمال زراقو/ جامعة الإسراء، السيد محمد عبيدات/ متنزه الحسن للأعمال.
وفي نهاية المؤتمر أستلمت جامعة البترا جائزة عن أفضل خطة أعمال مقدمة من طلبة الجامعات المشاركة.