تركيا تصعد عدوانها على الشمال السوري

صنارة نيوز - 2016-02-15 08:59:28

صعدت تركيا أمس، عدوانها على الاراضي السورية، فقصفت للمرة الثانية، مواقع المسلحين الاكراد في مناطق عدة من ريف حلب الشمالي، بينما جدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، التأكيد على أن الرياض، ستشارك بقوات خاصة في التحالف البري بسورية.
الوزير الجبير، اضاف في مقابلة مع شبكة CNN الأميركية، اضاف "لا يمكن الإفصاح عن ما يمكن أن يحصل أو ما قد لا يحصل، إذ لا يمكنني القول سوى إن هناك محادثات جدية تجرى في الوقت الحالي وتركز على تواجد عناصر برية في سورية، لأن هناك احتمالا بالتدخل والسيطرة على مناطق محددة، لا يمكن القيام بذلك من الجو".
ويرى الجبير أن الرئيس السوري بشار الأسد "أصبح ضعيفا" وأن حكمه بات منتهيا، ولا مستقبل له، فهو مسؤول عن "تهجير وقتل شعبه"، ودمار بلد بأكمله، وهو "رجل بلا مستقبل"، على حد قوله.
وردا على تصريح رئيس الوزراء الروسي، دميتري مدفيديف، بأن تدخل السعودية برا في سورية سيؤدي إلى حرب عالمية، اعتبر الجبير ذلك "أمرا مبالغا"، مشيرا إلى أن التحالف الدولي يعمل في سورية منذ أيلول(سبتمبر) 2014.
ولفت الوزير السعودي إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد "سيرحل في جميع الأحوال، سواء بحل سياسي أو بالقوة لأن الشعب السوري لن يقبل ببقائه"، على حد تعبيره، موضحا أهمية ما توصلوا إليه في اجتماعات الأيام الماضية.
وأوضح الجبير أن هناك طريقين لإنقاذ سورية، وكلاهما يتضمن إزاحة بشار الأسد، أحدهما هو عملية سياسية عبر جنيف ووفقا لما تم التوصل عليه في جنيف، وهذه هي الطريقة التي يرغب الجميع بتحقيقها، وفي حال فشل هذا الخيار فإن الخيار الثاني هو القوة حتما.
وعن العلاقات الإيرانية السعودية، أكد الجبير على أن إيران دولة جارة، وقال: "يسعدنا أن تربطنا بها علاقة جيدة، ولكن يجب عليهم إبداء خطوات جادة، وأن لا يتدخلوا في الشؤون الداخلية لجيرانهم".
وبشأن الاتهامات الإيرانية للسعودية التي وجهها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مقابلة سابقة مع نفس الشبكة، اعتبر الجبير هذه الاتهامات بـ"المضحكة"، متسائلا عن مَن يدعم الإرهاب في المنطقة، ومن يتدخل في شؤونها الداخلية؟ ومن يعتدي على السفارات؟، مجيبا أن إيران هي من تفعل كل ذلك، وليس السعودية.
اما روسيا، فقد عبر رئيس وزرائها دميتري مدفيديف، عن رفض بلاده التام لخطط بعض الدول التدخل البري في سورية، محذرا من أن خطوة كهذه قد تثير حربا حقيقية ومستدامة.
وفي حديث أدلى به لقناة "يورو نيوز" نشرت مقاطع منه أمس الأحد، قال: "لا بد من العمل ضمن الإطار الذي تم الاتفاق عليه مع وزير خارجيتنا سيرغي لافروف" خلال أعمال مجموعة دعم سورية مؤخرا.
وأضاف: "لا أحد يريد حربا جديدة، فيما أن التدخل العسكري البري لن يسفر إلا عن حرب حقيقية طويلة الأمد".
وفي توضيح موقف روسيا تجاه الرئيس السوري بشار الأسد أكد أن "روسيا لا تدعم الرئيس الأسد شخصيا، وإنما تقدم الدعم للدولة السورية".
وتابع: "نحن ننطلق في موقفنا هذا من حقيقة أنه لا يوجد في سورية في الوقت الراهن أي ممثل شرعي لها سوى بشار الأسد، بغض النظر عما إذا كان هذا يعجب البعض أم لا".
واعتبر أنه إذا ما تم في الوقت الراهن "نزع" الرئيس السوري من الهيكلية الحالية القائمة في سورية، فلن يتمخض عن ذلك سوى الفوضى. وأضاف: "لقد شهدنا ذلك في بلدان عربية أخرى".
وفي طهران، أكد مستشار المرشد الأعلى في الحرس الثوري الإيراني، يد الله جواني الأحد، أن التدخل السعودي على الأرض لن يغير شيئا من المواقف الإيرانية تجاه الملف السوري.
ونقلت وكالة مهر عن جواني قوله إن إعلان السعودية عزمها إرسال 150 ألف مقاتل إلى سورية، هو "نوع من الحرب النفسية"، مشككاً في قدرة السعودية على إرسال هذا العدد.
وادعى القائد الإيراني أن السعودية تسعى إلى التأثير على القضايا الاقليمية والقضايا الداخلية السورية، مشيرا إلى أن الرياض ليست في وضع يسمح لها بارسال قوات بهذا الحجم إلى سورية.
وتابع: السعودية تقول إنها تريد إرسال قوات برية إلى سورية لمكافحة الإرهاب، لكن إذا ما افترض وجود حاجة لإرسال القوات السعودية (إلى سورية) فإن الحكومة السورية هي التي يجب أن تبادر بمثل هذا الطلب.
وفي دمشق، دانت الحكومة السورية، القصف التركي للاراضي السورية المستمر منذ مساء السبت على مواقع للمقاتلين الاكراد في شمال البلاد، وطالبت الأمم المتحدة بالتحرك لوضع حد لما وصفته بانه "جرائم تركية".
ونقل الإعلام الرسمي عن بيان لوزارة الخارجية أن "الحكومة السورية تدين بشدة الجرائم والاعتداءات التركية المتكررة على الشعب السوري وعلى حرمة ارض سورية وسلامتها الاقليمية، وتطالب مجلس الأمن بضرورة اضطلاعه بمسؤوليته في حفظ السلام والأمن الدوليين ووضع حد لجرائم النظام التركي".
وجاء في البيان، بحسب وكالة الانباء الرسمية (سانا)، ان وزارة الخارجية ابلغت الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في رسالتين انه "بتاريخ يوم السبت 13 شباط (فبراير) 2016 وبدءا من ساعات ما بعد الظهر قامت المدفعية الثقيلة التركية المتمركزة داخل الأراضي التركية بقصف الأراضي السورية مستهدفة أماكن وجود مواطنين أكراد سوريين ومواقع للجيش العربي السوري".
والسبت ايضا، "توغلت 12 سيارة بيك اب مزودة برشاشات من نوع دوشكا ومن عيار 14,5 ملم داخل الاراضي السورية قادمة من الاراضي التركية عبر معبر باب السلامة الحدودي (شمال حلب) يصحبها نحو 100 مسلح يعتقد بأن جزءا منهم من القوات التركية والمرتزقة الاتراك"، وفق بيان الخارجية.
واوضحت ان "عمليات الامداد بالذخائر والاسلحة ما تزال مستمرة عبر معبر باب السلامة الحدودي الى داخل منطقة اعزاز السورية".
وأكدت الخارجية انها "تحتفظ بحقها المشروع بالرد على الجرائم والانتهاكات والاعتداءات التركية المتكررة وحقها فى طلب التعويض عن كل الاضرار الناجمة عنها".
ومساء السبت، وبعد ساعات من إعلان انقرة استعدادها للتحرك عسكريا ضد المقاتلين الاكراد الذين يحققون تقدما في ريف حلب الشمالي، بدأت المدفعية التركية قصف مواقعهم في المنطقة.
وتجدد القصف التركي الاحد وخصوصا في منطقة مطار منغ العسكري.
وأكد رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو السبت ان الضربات تأتي "عملا بقواعد الاشتباك، قمنا بالرد على القوات الموجودة في اعزاز ومحيطها والتي تشكل تهديدا".
وتعتبر انقرة حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الاهم في سورية، وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب الكردية فرعا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه "ارهابيا" ويشن تمردا منذ عقود ضد السلطات التركية.
ونجحت وحدات حماية الشعب الكردية، المنضوية في تحالف قوات سورية الديمقراطية، في السيطرة على قرى وبلدات عدة خلال الايام الماضية في ريف حلب الشمالي، وسيطرت ايضا على مطار منغ الاستراتيجي.
وفي ميونخ بألمانيا، انتقد رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لفصائل المعارضة السورية بشدة الاحد الاتفاق بين القوى الكبرى الذي ينص على وقف الأعمال العدائية في سورية لانه يسمح باستمرار عمليات القصف الروسية.
وقال حجاب اثناء مؤتمر الأمن المنعقد في ميونيخ "قبل يومين أو ثلاثة ايام رأينا السيد (وزير خارجية روسيا سيرغي) لافروف والسيد (وزير الخارجية الأميركي جون) كيري يخرجان لإعلان أن روسيا لن توقف الأعمال العسكرية في سورية (...) هل هو حقا موقف مقبول بالنسبة للمجتمع الدولي؟".
وقال حجاب "تعودنا على المؤتمرات والعبارات التي تبعث على الأمل. لكننا بحاجة للفعل، والفعل الوحيد الذي اراه هو أن روسيا تقتل مدنيين"، رافضا الافصاح عما اذا كان يؤيد التزام مقاتلي المعارضة بالاتفاق.
وينص الاتفاق الذي أعلنه لافروف وكيري الخميس على وقف الأعمال العدائية بين مقاتلي المعارضة والجيش السوري واستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين.
واعتبر حجاب "ان من يحمي داعش اليوم هو روسيا".
وفي موسكو، أعلن الكرملين ان الرئيس الأميركي باراك اوباما اتصل هاتفيا السبت بنظيره الروسي فلاديمير بوتين ليبحث معه الوضع في سورية.
واجرى الرئيسان "تقييما ايجابيا" لاتفاق وقف الأعمال الحربية في سورية الذي تقرر اثناء مؤتمر ميونيخ الاسبوع الماضي بحسب بيان للكرملين وصف المحادثة بـ"الصريحة".
واوضح بيان الكرملين أن بوتين واوباما "اتفقا على تفعيل التعاون من خلال القنوات الدبلوماسية وهيئات اخرى بهدف تطبيق اتفاق" 
ميونيخ.-(وكالات)