ثق بذاتك وتعلم مهارات التعبير عن نفسك

صنارة نيوز - 2015-03-17 09:51:08

تأكيد الذات مهارة تتطلب الجرأة في الإفصاح عما نحتاج أو نريد، والتعبير عن النفس بثقة ووضوح ودون تلاعب، وعدم الخوف من قول ما نفكر فيه أو نشعر به حتى لو خالف رأي الآخرين.
لماذا يخجل الناس من التصريح بما يدور في بالهم؟!
تختلف مهارة توكيد الذات اختلافاً كلياً عن الأنانية، فهي تمنح صاحبها قوة الرأي ما قد يُظهره بشكل المُتسلط برأيه أو المعاند خصوصاً إن كان الأشخاص الآخرون يخجلون أو يخافون من التصريح بما يريدون. إلا أن الأنانية تظهر في الشخص الذي يرى العالم كله يدور حوله ولا يفكر إلا في مصلحته بينما الشخص الذي يتمتع بتأكيد عال لذاته ورغباتها، فهو شخص جريء لا يخاف قول كلمة الحق مهما كان الموقف صعباً. خياره من رأسه، ومن الصعب أن يتأثر بأقاويل الآخرين، ولكن هذه الصفات القوية في شخصيته لا تسمح له بالتعدي على حقوق الآخرين أو التهكم عليهم أو التقليل من قيمتهم. هي مهارة محمودة بل وضرورية ويجب أن نُعزِّزها في أنفسنا وفي أطفالنا كذلك.
تسمح مهارة توكيد الذات Assertiveness للذات واحتياجاتها وحقوقها بأن تكون مرئية بالنسبة إلينا بالدرجة الأولى، وبالنسبة للآخرين من حولنا بالدرجة الثانية، وبالتالي فإنها تُعامل باحترام، وتحظى بمكان في تجمعات “الأنا” المكتظة من حولنا، والتي تتزاحم فيما بينها كوسيلة للبقاء. من هنا، تعتبر مهارة تأكيد الذات مهمة في بناء الشخصية وتحقيق الذات لأنها:
ـ تبني صورة إيجابية للذات.
ـ تقوي تفاهمنا وتواصلنا مع الآخرين.
ـ تُدعِّم قدرتنا على اتخاذ القرارات التي تساعدنا في الوصول إلى غاياتنا.
ـ تحمينا من تطاول وتجاسر الآخرين علينا، وتمنع استغلالهم لنا وتعاملهم معنا بفوقية.
تؤكد الدراسات أنه وإلى اليوم تُظهر الكثير من المجتمعات وحتى الغربية منها ضعفاً كبيراً في مهارة توكيد الذات، وهذا ما يفسر تبرير تصرفات الرجال العدوانية التي تطغى على الخجل أو عدم القدرة على التعبير عن النفس بأريحية وثقة، وتقمع النساء من خلال كبت رغباتهن واحتياجاتهن والتضحية بالرضا الذاتي في سبيل إسعاد الآخرين!!
بين السلبية.. والعدوانية
إن التصرف بعدوانية هو ردُّ فعل غريزي للشعور بالضعف والعجز، والإحساس بالإهانة، وهو أمر مكروه يسبب النبذ والعقاب لصاحبه وذلك لأنه يسبب الأذية لغيره في سبيل الحصول على الرضا الذاتي وهو مرض يجب معالجته. 
ومن جهة أخرى لا يجب أن يقود تخوف المرء من ابتعاد الآخرين عنه أن يتخذ من السلبية وعدم المواجهة نمط حياة!! بمعنى تفضيل الآخرين على النفس وإرضائهم على حساب الرغبات والسعادة الشخصية، ليصبح الانسحاب بصمت من أي ساحة نقاش هو الحل بحجة أن المرء لا يحب المشاكل، وهنا تأتي أهمية مهارة توكيد الذات، فهي النقطة الوسط ما بين الاثنتين، بلغة أخرى أن لا يكون المرء عنيفاً في طرح أفكاره على الآخرين، مع عدم اعترافه بأحقيتهم بممارسة ما يؤمنون به وبالتعبير عما يجول في خاطرهم. وفي نفس الوقت أن يرفض المرء ما يفرض عليه وما هو غير مقتنع به بجرأة وتعقل واحترام للرأي الآخر، دون الاضطرار إلى الضغط على نفسه وتحميلها فوق طاقتها تحت قناع المجاملة والنبل.
إعلان حقوق الذات
فيما يلي اثنا عشر حقاً يجب أن يتمتع بها كل إنسان مهما اختلف سنه، وجنسه أو خلفيته. وهي حقوق يجب أن ندركها كأهل فهي تحمي العلاقة العاطفية بين الزوجين، وتساعدهما على تربية أولادهما بحس قوي لذواتهم وثقة بأنفسهم، وتتمثل هذه الحقوق بـ:
1 ـ أنا أملك الحق في إخبار الجميع عن احتياجاتي، والأولويات الخاصة بي كفرد مستقل عن أي أدوار يفترض بي أن أمارسها في حياتي.
2 ـ أنا أملك الحق في أن أعامَل باحترام كإنسان ذكي، وقادر وبشكل مساوٍ لكل البشر.
3 ـ أنا أملك الحق في التعبير عن مشاعري.
4 ـ أنا أملك الحق في التعبير عن آرائي وقيمي.
5 ـ أنا أملك الحق في أن أعبر بالرفض أو الإيجاب فيما يتعلق بي.
6 ـ أنا أملك الحق في ارتكاب أخطاء
7 ـ أنا أملك الحق في تغيير رأيي.
8 ـ أنا أملك الحق في أن أصرح بأنني لا أفهم.
9 ـ أنا أملك الحق في طلب ما أريد.
10 ـ أنا أملك الحق في أن لا أتحمل مسؤولية مشاكل الآخرين.
11 ـ أنا أملك الحق في أن أتعامل مع الآخرين دون حاجتي لنيل رضاهم.
12 ـ أنا أعترف بأن جميع الناس يملكون الحقوق السابق ذكرها.
وحتى نطور من مهاراتنا الواعية في تأكيد ذواتنا والرضا عن النفس علينا أن نتبع 10 قواعد لضمان تعزيزنا بما نحتاجه من قوة وإصرار للتعبير عن النفس بصدق وجرأة مهما اختلفت الظروف والوجوه:
1 ـ اهتم بنفسك، استرخ، مارس الرياضة، وكل ما تحب وما يفيدك، واذهب إلى الأماكن التي تحبها مع من تحب.
2 ـ اختر أن تبحث عن الإيجابية في أي تجربة حياتية، لا تتعلق بالسلبيات!
3 ـ دع الماضي يمضي، وامض أنت في طريقك، سامح نفسك والآخرين ولا تضع المزيد من الوقت فيما يؤذي مشاعرك.
4 ـ احترم الجميع وافرض احترامك على الجميع.
5 ـ كن فخوراً بما وصلت إليه واسعد بإنجازاتك! لا ترفض الثناء إذا استحققته فذلك ليس من التواضع!
6 ـ حاول أن تحافظ على علاقة مع شخص أو اثنين أنت تعرف أنك تستطيع التعبير عن أفكارك ومشاعرك معهم بكل أريحية.
7 ـ تكلَّم بأسلوب بنَّاء مع نفسك ولا تجلد ذاتك أو تثبط من عزيمة نفسك! لأن ذلك سيتحول إلى مشاعر سلبية.
8 ـ لا تنجرف إلى المواقف التي تسبب لك الأذى، ابتعد لفترة، ثم عد لحل المشكلة عندما تجد في نفسك القدرة على التعامل بفعالية مع الموضوع.
9 ـ تقبل أن الحياة هي عبارة عن خيارات، انتبه عندما يحصل أي تغيير يتطلب منك إعادة حساب الأمور.
10 ـ احتفظ بخطة للمستقبل، حدِّد أهدافك الواضحة، وامشِ نحوها كل يوم خطوة للأمام!