ما بين بايدن ونتنياهو ... هل بدا الانقلاب ؟؟

صنارة نيوز - 04/03/2024 - 11:20 am  /  الكاتب - رجا طلب

يبدو ان الامور وصلت ما بين الرئيس بايدن ونتنياهو الى مرحلة المواجهة او  الى حواف الانقلاب بعد اكثر من خمسة اشهر من الدعم اللامحدود من قبل البيت الابيض للاحتلال في عدوانه  على غزة وقتله  ما يزيد عن 30 الف شهيد اغلبهم من الاطفال والنساء والشيوخ ، وهو انقلاب كان متوقعا بحكم  الخلفية السيئة من العلاقة بين  الرجلين خلال حقبة الرئيس الاميركي الاسبق بارك اوباما الذي عاش فترة صعبة من التعامل مع نتنياهو اتسمت بالتجاهل بل بالازدراء وذلك لدى نتنياهو  لواشنطن  في مارس من عام 2015 لالقاء خطاب في الكونغرس حول ايران وبرنامجها النووي  حيث قرر وقتذاك عدم زيارة  البيت الابيض احتجاجا على محاولات  اوباما التوصل الى اتفاق مع طهران بشان ذلك البرنامج  .

هذه الخلفية التاريخية هي التى حكمت علاقة الرجلين ولولا الحرب على غزة لبقيت حالة عدم الثقة والريبة تحكم الجو العام بينهما ، بالاضافة الى خلفية " العقيدة السياسية "  لبايدن " كعقيدة صهيونية " وذلك وفقا لما قدم نفسه للجمهور الاميركي  في مناسبات عديدة ، هذان العاملان  احدثا تغيرا نوعيا  في موقف ادارة بايدن تجاه نتنياهو تمثل بالدعم العسكري والسياسي غير المسبوق لاسرائيل في حروبها مع العرب .

منذ الشهر الثاني  للعدوان على غزة ومع تكشف حجم المجازر والابادة التى يرتكبها جيش الاحتلال والتى مست بشكل مباشرة بصورة بايدن واداراته واخذت تؤثر عليه في الشارع الاميركي وتحديدا في اوساط الشباب الجامعي الذي ينتنى اغلبه للحزب الديمقراطي  حاول بايدن " عقلنة " الوحشية الاسرائيلية وتهذيبها لتبدو وكانها واحدة من سمات الحروب  العادية التى تقع في اي مكان في العالم ، لكن حسابات نتنياهو ذات الاسقف العالية والقائمة على ثنائية ( الانتقام المفرط والنصر الكامل ) حسب تعبيره اخذته نحو العمل بالمعادلة الصفرية في علاقته مع بايدن وبعدما اتضح ان احدهما سيخسر موقعه بحكم التفاعلات الدراماتيكية للعدوان على غزة ، وبعدما زود بايدن  بتقديرات  وكالة المخابرات المركزية الاميركية  وجهود مديرها  " وليم بيرنز "  والتى خلصت  الى الاستنتاج  ان نتنياهو ذاهب  في اتجاه  التضحية بالرئيس بايدن و مصالحه الانتخابية وتجاهل حتى الحرج الاخلاقي والسياسي الذي اصاب سمعة الرئيس الاميركي  والحزب الديمقراطي ليس في الولايات المتحدة فحسب بل على مستوى العالم كله  وكان التقدير  ان  هذا التجاهل المدروس  من قبل نتنياهو هو افضل  وسيلة لضمان بقائه رئيسا لوزراء حكومة الاحتلال والمحافظة على تماسك ائتلافه  اليميني " المكروه اميركيا " واقصد تحالفه مع حزبي القوة اليهودية وحزب الصهيونية الدينية.

اما ابرز محطات الخلاف فكانت على النحو التالي :

•             تجاهل نتنياهو دعوة بايدن التخلص من تحالفه مع بن غافير وسموتيرش .

•             تجاهل دعوات الادارة الاميركية لجم  قطعان المستوطنيين وممارساتهم الارهابية ضد القرى والمدن الفلسطينية ودعمهم بالسلاح .

•             رفض نتنياهو زيادة حجم المساعدات الاغاثية والانسانية وايصال الامور في القطاع حد المجاعة هذا علاوة على استثماره ورقة الرهائن كورقة للمناورة واخضاعها لحساباته  السياسية الخاصة .

•             ساهمت مجزرة " الطحين "  التى وقعت نهاية الاسبوع الماضي واظهرت التعمد الفاضح لقوات الاحتلال في قتل المدنيين الجوعى في شمالي قطاع غزة  ساهمت في زيادة الخلاف بين الجانبين الاسرائيلي والاميركي .

•             قرار واشنطن تقديم المساعدات الانسانية والاغاثية عبر الجو بالتعاون مع الاردن حيث كان هذا القرار و  رغم الحرج الذي سببه لواشنطن واظهارها عاجزة عن فرض ادخال المساعدات برا ، كان بمثابة رفع " الكرت الاصفر " بوجه نتنياهو .

•             اما القرار المفصلي والخطير فكان دعوة بني غانتس لزيارة واشنطن وتلبيته لدعوة البيت الابيض  دون الرجوع والتشاور مع نتنياهو والذي افقد هذا الاخير عقله واضطره للخروج للاعلام ليقول " انا رئيس الوزراء وليس غانتس " ، وتعد الخطوة الاميركية الاميركية هذه هي بمثابة صفعة لها ما بعدها.

كل ما سبق يبقى في اطار الخلافات الناتجة عن تباين الحسابات والمصالح ، ولكن ان لم يخرج الرئيس الاميركي او وزير الخارجية بلينكن ليطلب علنا من نتنياهو وقف الحرب ستبقى كل الامور المشار اليها في اطار الازمة العابرة او المسيطر عليها والتى قد تمنح نتنياهو مزيدا من القوة لدى جمهور اليمين المتطرف وخاصة الحريدي منه  .

Rajatalab5@gmail.com