أحداث غزة.. تضامن أردني راسخ وموقف ملكي شعبي موحد

صنارة نيوز - 24/02/2024 - 12:12 pm

بقلم- المحامي عبدالله الصمادي

بعد تفاقم الأوضاع في قطاع غزة , واندلاع الحرب المستعرة الاسرائيلية على القطاع , و تعرض اشقائنا في القطاع لأبشع انواع الظلم من خلال ممارسات قوات الاحتلال المهينة  التي انتهكت كافة اوجه حقوق الانسان والقانون الدولي, و في ظل صمت القوى العظمى بالعالم ودعمهم الغاشم للاحتلال على حساب ارواح  وحقوق الفلسطينيين , اتخذ الشعب الاردني وقياداته موقفاً راسخاً وواضحاً تجاه الأزمة هناك.

فقد أعربت المملكة الاردنية الهاشمية من خلال قياداتها الباسلة منذ بداية الاحداث والى الان في كافة رسائلها وتوجيهاتها  عن دعمها الكامل للشعب الفلسطيني وحقه في الدفاع عن أرضه وكرامته, وشددت على ضرورة وقف التصعيد العسكري, وتبنت موقف واضح وعلني بالتنديد بالهجمات الاسرائيلية واستنكار استهداف المدنيين, ولم يتوقف جلالة الملك عبدالله الثاني عن محاولاته المستمره بالتوصل الى حل للنزاع والازمة باسرع وقت  من خلال  تنظيم محادثات دبلوماسية متكررة ودعوة العديد من الدول والهيئات الدولية والتوجه اليها لايجاد حل سياسي من خلال الحوار والمفاوضات السلمية .

كل ذلك ترافق مع العديد من الضغوطات الدبلوماسية التي مارستها القيادات الاردنية على قوات الاحتلال ومنها استدعاء السفير الاردني , ومنع اعادة السفير الاسرائيلي للاردن  إلى ان يتم وقف الحرب على غزة، و وانهاء الكارثة الإنسانية التي تسببها قوات الاحتلال من حرمان الفلسطينيين حقهم في الغذاء والماء والدواء والعيش وفق معايير الانسانية .

وبالرغم من الموقف العالمي الذي يغلبه التناقض الشديد وفي ظل عدوان جيش الاحتلال المتواصل على مناطق الضفة الغربية والقطاع والحصار الذي يقطع أوصالهاقامت القيادات الاردنية بإرسال مستشفيات ميدانية وأطباء اردنيين لغايات التخفيف من حجم تلك الازمة الانسانية التي يمر بها ابناء القطاع والضفة.

كما و لا نغفل عن أن المملكة الاردنية الهاشمية هي الدولة الوحيدة عالمياً التي قامت بكسر الحصار على القطاع علناً من خلال قيام قوات سلاح الجو  الملكي الاردني بعمليات انزال جوية للمساعدات الطبية والغذائية.

وعند التحدث عن موقف الشعب الاردني بكافة اطيافه نجد جميعنا ان الاردنيين الاحرار  قد اظهروا دعماً  واسعاً  ومتواصل للشعب الفلسطيني , حيث انه ومن بداية الاحداث لم يتوقف الاردنيين عن تنظيم الفعاليات والمظاهرات التي تندد بالهجمات الاسرائيلية على القطاع وتستنكرها , وعن جمع التبرعات النقدية والعينية لاشقائهم بالقطاع , كما ويستوجب علينا تسليط الضوء الى ان الشعب الاردني وبالرغم من الاوضاع الاقتصادية الصعبة والعقبات المالية  التي تعاني منها البلاد الا انه آثر على نفسه وخاطر بتفاقم تلك العقبات وتمسك بالاضراب ومقاطعة كافة المنتجات الداعمة للاحتلال بغية الضغط على الحكومات لايقاف الانتهاكات المرتكبه بحق اشقائه الفلسطينين .

 

وبنهاية حديثنا فمن حق الشعب الاردني وقياداته علينا,  ان  ننوه الى ان الموقف الاردني الباسل من القضية الفلسطينية لم يكن بالجديد عليها , فبالرغم من استمرار الضغوطات العالمية على الاردن قيادات وشعباً ومحاولات الاساءة لهم والاستخفاف بمواقفهم المشرفة من قبل المندسين وتهميشها  , الا ان الاردن استمرت بعكس تاريخها الطويل في التضامن والدعم المتواصل للشعب الفلسطيني , وستستمر ان شاء المولى عز وجل وبتكاتف ابنائها وقياداتهم بدعم اشقائهم بالضفة واالقطاع بكل ما اوتوا من همة  الى ان ينعموا ابناء فلسطين بدولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو عاصمتها القدس الشرقية.

smadi-lawfirm.com