"حارس الذاكرة".. حكاية عشق الجيل الثالث من المهجرين لتراب فلسطين

صنارة نيوز - 2019-12-08 19:14:46

تسلط المخرجة الفلسطينية سوسن قاعود في فيلمها الوثائقي الجديد "حارس الذاكرة" الضوء على مبادرة شخصية لشاب أسعدت الكثيرين، يأخذ فيها بعض اللاجئين الفلسطينيين في رحلة إلى قراهم التي رحل أو أجبر أهلهم على الرحيل عنها عام 1948.  

واختارت سوسن أن تعرض فيلمها للمرة الأولى في مسرح قاعة بلدية رام الله، مساء السبت، بعد عام من التصوير والتنقل بين قرى مهجرة لم يبقَ منها سوى حجارة بيوتها القديمة ومدن تغيرت ملامحها عبر السنين.

وقالت سوسن، بعد انتهاء العرض، إن الفيلم يؤكد أهمية المبادرة الفردية في تحقيق إنجاز كبير، مضيفة: "أحببت العمل الذي يقوم به طارق البكري، وبعد نقاش أقنعته بعمل فيلم وثائقي عن عمله، ورغم تردده في البداية فإنه اقتنع بالفكرة".

وأوضحت أنها بالتعاون مع نادي السينما الفلسطيني قررت أن يكون العرض الأول لفيلمها للجمهور الفلسطيني بحضور العديد ممن شاركوا فيه.

تشير المصادر الفلسطينية الرسمية إلى أن 800 ألف فلسطيني رحلوا أو أجبروا على الرحيل عن منازلهم عام 1948، وأصبحوا لاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة والعديد من الدول العربية والأجنبية.

وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين اليوم تجاوز 5.4 مليون لاجئ.

بدأ الشاب طارق البكري (33 عاما) الحاصل على شهادة الهندسة بمبادرة ذاتية قبل 8 سنوات بتوثيق القرى الفلسطينية المهجرة منذ عام 1948، إذ يصل عدد هذه القرى إلى 500 قرية.

ومع مرور الوقت تطورت الفكرة لديه وانتقل من التصوير الفوتوغرافي لهذه القرى إلى التواصل مع بعض اللاجئين الفلسطينيين في الوطن والشتات، ومقارنة الصور القديمة لديهم بصور يلتقطها لواقع قراهم ومدنهم الحالي من أجل المقارنة والبحث عن منازلهم فيها.

ويتضمن الفيلم تقديم مشاهد لما يقوم به البكري من اصطحاب لعدد من اللاجئين الفلسطينيين سواء من الضفة الغربية أو من الشتات الذين يستطيعون العودة بجوازات سفر أجنبية من الدول التي لجأوا إليها، لزيارة قراهم أو مدنهم التي رحلت أو أجبرت عائلاتهم على الرحيل عنها عام 1948.

وأوضحت سوسن أنها رافقت البكري في العديد من الجولات التي نظمها لأناس زاروا قراهم ومنازلهم، وما تم عرضه في الفيلم هو جزء مما تم تصويره.