10 أيام ساخنة تسبق انتخابات رئاسة "الفيفا"

صنارة نيوز - 2016-02-16 09:11:35

عمان- مع بدء العد التنازلي لإجراء انتخابات لاختيار رئيس جديد للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" خلفا لجوزيف بلاتر، والمقررة يوم الجمعة 26 شباط (فبراير) المقبل في زيوريخ، تبدو الأيام العشرة المقبلة ساخنة وحاسمة، وبموجبها سيتحدد الرئيس المقبل لإمبراطورية كرة القدم التي غرقت مطولا في مختلف أشكال الفساد والفضائح المالية، والتي أطاحت بكثير من الرؤوس لعل أبرزها الرئيس المستقيل ومن ثم الموقوف لثماني سنوات جوزيف بلاتر وصديقه تارة و"خصمه اللدود" تارة أخرى رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشال بلاتيني الذي أوقف هو الآخر لثماني سنوات، وخرج من سباق الانتخابات بعد أن كان مرشحا بارزا لخوضها وربما الفوز بها أيضا.
وتجرى الانتخابات بين المرشحين الخمسة وهم: سمو الأمير علي بن الحسين النائب السابق لرئيس الفيفا وأمين عام الاتحاد الأوروبي السويسري جاني اينفانتينو ورئيس الاتحاد الآسيوي سلمان بن ابراهيم ورجل الأعمال الجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل والفرنسي جيروم شامبانيي.
لكن ثمة علامات استفهام كثيرة بشأن المرشحين الأخيرين، ما يشير إلى ترجيح انسحابهما واقتصارها يوم الجمعة بعد المقبل على ثلاثة مرشحين فقط.
انتخابات لا تقبل القسمة على ثلاثة
وحسب نظام الاتحاد الدولي، فإن الفائز في الانتخابات يحتاج في الجولة الأولى للحصول على ثلثي أصوات الجمعية العمومية للاتحاد الدولي البالغ عددها 209 أصوات؛ حيث لم تحصل جبل طارق على الاعتراف بعد، كما أن المشاركة الرسمية ستقتصر على 207 أعضاء نظير ايقاف الاتحادين الاندونيسي والكويتي من قبل الفيفا.
ويشكل الاتحاد الأفريقي الممثل بـ"54 اتحادا" العدد الأكبر من الجمعية العمومية للفيفا، يليه الاتحاد الأوروبي "53 اتحادا"، الاتحاد الآسيوي "46 اتحادا"، أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف) "35 اتحادا"، اوقيانيا "11 اتحادا"، أميركا الجنوبية "10 اتحادات".
ولذلك يحتاج المرشح للحصول على 138 صوتا للفوز بالانتخابات من الجولة الأولى، بيد أن أيا من المرشحين الثلاثة البارزين ونتيجة لطبيعة الانتخابات وتوزع أصوات الناخبين لن يتمكن من الوصول إلى هذا العدد من الأصوات؛ حيث سبق لبلاتر أن فشل في الحصول عليه في الانتخابات الماضية بعد أن حصل على 133 صوتا مقابل 73 صوتا للأمير علي، الذي انسحب قبل أن يتم إجراء انتخابات في الجولة الثانية.
وبموجب ذلك ستجرى جولة ثانية من الانتخابات تقتصر على مرشحين اثنين فقط حصلا على أعلى عدد من الأصوات في الجولة الأولى، ويتم استبعاد بقية المرشحين من خوض الانتخابات، التي ستجرى هذه المرة طبقا لقاعدة مختلفة "النصف +1"، بحيث يحتاج المرشح إلى 104 أصوات للفوز بالرئاسة، في حال شارك 207 أعضاء في التصويت.
وللوصول إلى المرحلة الثانية من الانتخابات ونظرا لأن الأصوات ستتوزع بين المرشحين، فإن المرشح يحتاج الى 70 صوتا في الجولة الأولى ليضمن رسميا الانتقال الى الجولة الثانية في حال اقتصرت الانتخابات على ثلاثة مرشحين فقط، وربما يقل العدد قليلا في حال بقي المرشحون الخمسة ولم ينسحب أي منهم قبل بدء الجولة الأولى.
كيفية التصويت
تجرى الانتخابات وفق نظام التصويت السري من خلال ورقة الاقتراع في الصندوق وليس الكترونيا، ويحق لكل اتحاد مهما بلغ تاريخه الكروي وعدد سكان البلد صوتا واحدا فقط.
ويتم إجراء الانتخابات ومن ثم فرز الأصوات من قبل لجنة مختصة تتأكد من سلامة الإجراءات.
من يبلغ الجولة الثانية؟
كأردنيين نتوقع ونتمنى في الوقت ذاته أن يكون سمو الأمير علي بن الحسين رئيسا للاتحاد الدولي، لما يتمتع به من صفات تؤهلة لتسلم هذا المنصب، لكن حسابات الانتخابات تبدو دقيقة وحساسة للغاية وتحمل أوجه الاحتمالات بالنسبة له ولبقية المرشحين.
ويسجل للاتحادات الفلسطيني والإماراتي والعراقي وجنوب السودان أنها أعلنت رسميا رغبتها بالتصويت لسمو الأمير علي بن الحسين، وهناك الكثير من الاتحادات في مختلف القارات ولاعتبارات مختلفة، تفضل عدم الإفصاح عن اتجاه صوتها تحسبا من ردات فعل مستقبلية، ما يؤكد أن الحديث عن تصويت جماعي كما قيل بشأن الاتفاق الآسيوي-الأفريقي لن يكون الا مجرد فقاعات في الهواء، لأن كثيرا من تلك الاتحادات ترفض التوجهات المصلحية لبعض رؤساء الاتحادات القارية.
سمو الأمير علي بن الحسين سيخوض الانتخابات أمام مرشحين قويين، وتبدو صورة الخريطة الانتخابية هذه المرة مختلفة تماما عن سابقتها، فمن يصل إلى المرحلة الثانية من الانتخابات؟.
في حال تمكن الأمير علي من اجتياز الجولة الأولى من الانتخابات، فربما يكون من الأفضل له خروج المرشح الأوروبي جاني اينفانتينو وخوضها ضد الشيخ سلمان، والسبب في ذلك أن الأمير علي يمكنه في الجولة الثانية كسب الكم الأكبر من الأصوات التي حصل عليها اينفانتينو في الجولة الأولى؛ حيث سبق لنحو 65 % من الاتحادات الأوروبية أن صوتت للأمير علي في الانتخابات الماضية، ويبدو الأمير علي قريبا جدا من توجهاتها وطموحاتها ورؤيتها المستقبلية، أضف إلى ذلك تلك الأصوات الموجودة في اتحادي الكونكاكاف وأميركا الجنوبية، بينما قد يتسبب خروج الشيخ سلمان من الجولة الأولى في تركيز كثير من الأصوات الآسيوية والأفريقية لصالح المرشح الأوروبي؛ حيث سبق لرئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن ابراهيم ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ احمد الفهد، بالإضافة لرئيس الاتحاد الأفريقي عيسى حياتو الذي يترأس الاتحاد الدولي بالإنابة بعد توقيف بلاتر عن عمله، أن وقفوا جميعا ضد الأمير علي في الانتخابات الماضية وعملوا على حرمانه من أصوات كثيرة مؤثرة في القارتين الآسيوية والأفريقية. وفي المقابل، تبدو مصلحة الشيخ سلمان في خروج الأمير علي من الجولة الأولى؛ حيث يراهن على الأصوات العربية والآسيوية والأفريقية التي صوتت للأمير علي في الجولة الأولى، لأن إجماع القارتين على مرشح واحد يعني حصوله على نحو 95 % من الأصوات اللازمة للنجاح. وعلى النقيض من ذلك، فإن خروج الشيخ سلمان سيفيد المرشح اينفانتينو، لأنه يعتقد بأنه سيكسب معظم الأصوات التي حصل عليها رئيس الاتحاد الآسيوي في الجولة الأولى.
عموما.. ثمة أسرار ستنكشف لاحقا ربما يفضي الى تغييرات في طبيعة المنافسة الانتخابية، وربما تحدث مفاجآت كتلك التي سبقت الانتخابات الماضية، التي سبقتها موجة من الاعتقالات إثر تكشف العديد من حلقات الفساد.