وزارة للسعادة!

صنارة نيوز - 2016-02-14 10:18:22
عصام قضماني

اللهم لا حسد.. ليست مثل أي دولة.. لا تنشغل الامارات ودبي تحديدا بهموم تشغل بال دول كثيرة في مرتبتها اقل أو اكثر.

فلا تلهث وراء جذب الاستثمار الخارجي ولا السياحة ويزورها اكثر من 6 ملايين سائح ومول مثل دبي يدخله 92 مليون زائر ومتسوق سنويا.. ولا تهلكها البطالة بل توفر فرص عمل ولا تزال لاكثر من 200 جنسية ولا تحتاج الى خطط طوارئ لتأهيل البنية التحتية.

ها هي تعين وزيرة للسعادة.. هذا ليس ترفا كما قد يعتقد البعض .. هذه خطوة جادة ..

منذ اعلان النبأ انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي بالخبر .. لكنه في الامارات كان عاديا .. هناك من تندر وهناك من تمنى.. لكن الطريف ان الاردنيين بعضهم وجدها فرصة للنيل من الحكومة التي تنشر (التعاسة ) بسبب بعض الاجراءات والقرارات التي لا تروق لهم ..لكن احدا لم يتنبه الى أسباب انشاء وزارة للسعادة في الامارات ..
بالمناسبة .. ليس رفاه النفط وان كان البداية .. لكن الامارات ودبي خصوصا تعتمدان في عائداتهما اليوم على الاستثمار الخارجي وعلى السياحة.. والطاقة البديلة وتكوين الثروة له وسائل اخرى .. مجرد الانفتاح ولا شيء اخر .

ولو كان الأمر يتعلق فقط بالثروة لكانت الولايات التحدة الاكثر سعادة لكنها بالمرتبة 18 في مؤشر السعادة ولكانت اليابان ايضا وهما من أكبر اقتصاديات العالم . صحيح ان تبوؤ مراتب عليا في مؤشر السعادة الدولي يرجع إلى الرخاء المادي، والطبيعة الخلابة، والعلاقات الأسرية القوية» كما يقول الكاتب المتخصص في فلسفة السعادة إيريك وينر لكن شعوب دول اقل ثراء من اميركا والصين واليابان مثل سويسرا وايسلندا هي الاكثر سعادة والمعيار كما أظن هو اهتمام الحكومة بخدمة مواطنيها بالمرتبة الاولى.

ليس هناك دول تتقاضى ضرائب او رسوم مثل سويسرا لكن الفرق هو في اعادة توظيف عائداتها .

الاهم هو الرابط بين الإنسان وجغرافيته، والأماكن التي يقطنها، او بمعنى اخر الولاء المؤسس على مبادئ المواطنة .

صحيح ان السعادة مرتبطة بالمال وبالرفاه الاقتصادي والفقراء ليسوا سعداء لكنهم كذلك ان كانوا أصحاء وان كان ابناؤهم يتحصلون على تعليم مناسب يمكنهم من الفرص فغاية الرضا عند الفقير هي ان يرى ابناءه في مراتب تعليم عليا ..هذا عنده بمثابة الجائزة الكبرى حتى لو كان يعيش في دولة ليس فيها وزارة للسعادة .

الرأي